مساحة إعلانية
بعد أن ضربته الشيخوخة وأصبح الإهمال منهجًا داخل أروقته
جمال علم الدين
تشهد محافظة المنيا في الآونة الأخيرة نقلة نوعية في مستوي الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين بالمحافظة، بما يعكس اهتمام الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالصعيد، وبخاصة في المجال الصحى، حيث تم إنشاء وتطوير وإحلال وتجديد ورفع كفاءة عدد من المنشآت الصحية، بتكلفة بلغت 870 مليون جنيه حيث تم إحلال وتجديد عدد من المستشفيات العامة، والمركزية، منها مستشفي سمالوط النموذجى، وإنشاء وتطوير شامل لمستشفي ملوي العام وإحلال وتجديد وتطوير مستشفي ديرمواس العام بالإضافة إلي إحلال وتجديد ورفع كفاءة عدد من الوحدات الصحية.
وفي مركز أبوقرقاص، أوشك حلم الأهالي بمسشتفي جديد أن يتحقق بعد الإعلان عن بشائر بناء مستشفي مركزي جديد ومعاينة موقع البناء مما رسم الأمل علي وجوه أبناء المركز والذين عانوا أشد المعاناة من مستشفي قديم ضربته الشيخوخة وأصبح الإهمال منهجًا في أروقته ولم يتبق بين جدرانه سوي آهات الألم من مرضي يصرخون طلبًا للرعاية الطبية ونقص الإمكانات من أجهزة طبية وأدوات جراحية وأدوية وأصبحت المباني متهالكة ومتهدمة وغير صالحة لعلاج المرضي فمواسير الصرف الصحي تتصدر المشهد الأول لحوائط المبنى، وتتساقط منها المياه علي الأرض وطالب الأهالي مرارا وتكرارا ببناء مستشفي جديد يخدم أبناء المركز وهدم هذا المستشفي القديم الذي يعاني بشكل صارخ من نقص الخدمات الطبية والأجهزة الحديثة، وتهالك المباني التي مر عليها عشرات السنين، وأوشك بعضها علي الانهيار مطالبين بإزالتها كليا وإعادة بناؤها مثل مستشفي ملوي العام وسمالوط العام وديرمواس وبني مزار.
وأكد أحمد عبدالمنعم عضو مجلس النواب عن مركز أبوقرقاص، أن مبادرة حياة كريمة أعادت الأمل ورسمت البهجة علي وجوه مواطني عروس الصعيد وكان المركز في أشد الاحتياج إلي مستشفي جديد فقد استغاث الأهالي كثيرا علي مدي عقود من تدني الخدمات الصحية بالمركز والقري بسبب سوء حالة المستشفي الحكومي الوحيد الذي يخدم أهالي أبوقرقاص والقري التابعة له حيث يخدم هذا المستشفي الذي ضربته الشيخوخة أكثر من مليون مواطن مقيمين بمدينة الفكرية و52 قرية وعزبة تابعة للمركز، حيث إن جميع قري مركز أبو قرقاص لا يوجد بها مستشفي متطور ولكن جميعها وحدات صحية صغيرة لا تتوفر فيها الرعاية الصحية الجيدة والمستلزمات الطبية أو حتي توافر الأمصال الضرورية مما أدي إلي لجوء جميع المقيمين بالقري والمراكز إلي مستشفي الفكرية المركزي مما أدي إلي زيادة الضغط علي هذا المستشفي الذي تهالك عبر الزمن وأصبح في حالة متردية ولا يتوافر فيه معايير السلامة والصحة سواء من ناحية المباني أو من ناحية أجهزة المرضي والأسرة والمستلزمات والمعدات وغرف العمليات المجهزة والأدوية الضرورية والتخصصات المطلوبة.
وتابع: «قمنا بمعاينة موقع لإقامة مستشفي مركزي جديد علي مساحة 5 أفدنة وثمانية قراريط من الناحية الغربية للمباني المقام عليها الإدارة الزراعية والإرشاد الزراعي والطب البيطري وملحقاتها ضمن مبادرة حياة كريمة بمدينة الفكرية وتم تسليم هذه المساحة بحضور لجنة مشكلة وسوف يتم التسليم النهائي بعد موافقة وزير الزراعة والجهات المختصة ونتمني أن يكون المستشفي الجديد إضافة قوية لمنظومة الصحة بالمنيا، حيث سيتيح خدمات طبية وعلاجية متميزة للمواطنين، وسيكون انطلاقة لتحسين ورفع كفاءة الخدمة الصحية في كل القطاعات الطبية المقدمة للمواطنين، من خلال تطبيق أفضل المعايير في أداء الخدمات».

ويقول وليد صابر من أبناء مركز أبوقرقاص، إن الأهالي في أشد الحاجة إلي هذا المستشفي الجديدة بسبب ما عاناه المواطنون من تدني الخدمة الصحية وتهالك المستشفي المركزي وليس أمام أهالي وجماهير أبوقرقاص للحصول علي الرعاية الصحية إلا داخل هذا المستشفي المركزى، والذي شاخ ولم يعد صالحا لعلاج المرضي بعد إهماله لعدة عقود فلم تمتد يد التطوير والتحديث به منذ عشرات السنين لدرجة أن غالبيته يحتاج إلي هدمه وإعادة بناؤه من جديد كما أنه لن يصلح لتطبيق التأمين الصحي عندما يحل الدور علي محافظة المنيا لتطبيق هذا النظام الذي أصبح هو الأمل الذي ينتظره أهالي المنيا للحصول علي حقوقهم في الرعاية الصحية وغالبية الأهالي ليس لديهم القدرة علي العلاج داخل المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة نظرًا للارتفاع الكبير والأسعار الفلكية داخل هذه المؤسسات الخاصة للحصول علي العلاج، مطالبًا الوزيرة بسرعة التحرك لإنقاذ المرضي وسرعة بناء المستشفي الجديد وتقديم الرعاية الصحية المناسبة للمرضى.ويقول حامد المصرى، من أبناء أبوقرقاص: «لقد عانينا كثيرا من هذا المستشفي بسبب ضعف الإمكانات وقلة أسرة العناية المركزة ونقص الكوادر الطبية والإهمال وقلة النظافة كما يبدأ الإهمال الطبي للمرضي من عدم الاهتمام الكافي بالمريض منذ لحظة الكشف عليه داخل العيادات الخارجية بالمستشفي أو حتي الاستقبال فلا يعطي له الفرصة للتحدث عن أوجاعه وما يشعر به ويكتفي بالفحص السريع قد يكون لضيق الوقت وزيادة عدد المرضي مما يؤدي إلي عدم التركيز إلي جانب ضعف الإمكانات ونقص الأدوية والتي تسهم في زيادة الإهمال والأخطاء بالإضافة إلي ترك المريض دون رعاية بل يصل الإهمال إلي التأخر في إعطاء المريض الدواء عن مواعيده المحددة أو إعطاء المريض الدواء ليأخذه بنفسه وعدم الاستماع لأنين المرضي وإبلاغ الأطباء علي الفور والتأخر في طلب المساعدة كما أن الإهمال في استقبال الطوارئ الخالي من أبسط الأدوات الطبية فيطلب من المواطن المصاب في حادث أن يشتري ما يحتاجه الطبيب لإنقاذه وفي الأقسام الداخلية لا توجد متابعة طبية منتظمة فيصاب المريض بمضاعفات وقرح الفراش والإصابة بعدوي بكتيرية بسبب عدم النظافة أو ترك الكانيولا خاصة بعد العمليات الجراحية فالإهمال يحيط بأرجاء المستشفى، ففي قسم الاستقبال والطوارئ، حالات تدخل وحالات تخرج، والفوضي عارمة في كل أنحاء المستشفى، وعدم نظافة أسرة المرضى، إضافة إلي المراحيض المهملة، والمياه المنقطعة».
فيما أكد اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، أنه تم البدء في تنفيذ 181 مشروعا في قطاع الصحة، بتكلفة تصل إلي 2 مليار و296 مليون جنيه، وذلك في إطار تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية، ضمن أعمال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتطوير 5 مراكز بالمحافظة بإجمالي 192 قرية بـ757 تابعا وأكد المحافظ أن المشروعات الجاري العمل فيها في قطاع الصحة، تتضمن إنشاء وإحلال وتجديد وتطوير مراكز طب الأسرة طبقًا لمعايير التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلي مشروعات الإحلال والتجديد لثلاث مستشفيات كبري يجري تنفيذها وهي «العدوة- مغاغة- بني مزار» كما يجري تطوير 5 مستشفيات مركزية إضافة إلي تطوير 58 وحدة صحية بالقري والعزب والنجوع، ما أدي إلي تعافي قطاع الصحة بمحافظة المنيا، التي تجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة، موزعين داخل 9 مراكز إدارية، لتقديم أفضل خدمة طبية وهزيمة المرض.