مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كتب: كريم صبحي
في تطور خطير يحمل رسائل بالغة الدلالة، أدانت جمهورية مصر العربية، عبر بيان رسمي الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفًا اجتماعًا لقيادات فلسطينية كان يناقش خطوات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. اعتداء لم يكن مجرد حادث عابر، بل سابقة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
البيان المصري جاء حاسمًا وواضحًا، واصفًا ما حدث بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي ومبدأ سيادة الدول، ومؤكدًا أن السماح بمثل هذه الممارسات يعني فتح الباب أمام فوضى إقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
الموقف المصري لم يقتصر على الإدانة، بل كشف بجرأة عن إدراك عميق لسياسة الاحتلال القائمة على خلط الأوراق وإفشال أي مساعٍ للتهدئة. وأكدت القاهرة تضامنها الكامل مع قطر، قيادةً وشعبًا، في رسالة قوية تؤكد وحدة الصف العربي في مواجهة محاولات تقويض الاستقرار.
وطالبت مصر بمحاسبة المسئولين عن العدوان، معتبرة أن التهاون مع إسرائيل لم يعد خيارًا، وأن استمرار الإفلات من العقاب سيشجعها على التمادي في استهداف دول ذات سيادة تحت ذرائع زائفة. الرسالة المصرية هنا واضحة: الصمت الدولي لم يعد مقبولًا، والتخاذل عن الرد يعني المشاركة في تكريس سياسة القوة على حساب القانون.
بهذا الموقف، أعادت مصر تأكيد دورها كحائط صد استراتيجي في المنطقة، ورسخت معادلة لا لبس فيها: الأمن القومي العربي خط أحمر، ومن يتجاوزه سيدفع الثمن. فالاعتداء على قطر اليوم ليس مجرد استهداف لدولة بعينها، بل رسالة موجهة للأمة كلها، وكان الرد المصري على مستوى الخطر.
وفي ختام البيان، حمّلت مصر المجتمع الدولي مسئولية مباشرة في وقف الاعتداءات ومحاسبة إسرائيل، مؤكدة أن زمن الاكتفاء بالدعوات العامة للتهدئة قد انتهى، وأن المطلوب اليوم هو موقف عملي يضع حدًا لسياسة الكيل بمكيالين التي تهدد استقرار النظام الدولي بأسره.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
