مساحة إعلانية
ما هو التنمر ؟ ولماذا يقتصر عند البعض علي مفهوم التنمر في المدارس؟ وهل يعاني البالغون من التنمر ؟ في الحقيقة ليس للتنمر مفهوم محدد كما كثير من الظواهر السلبية في المجتمعات الإنسانية كالإرهاب مثلا وأعتقد أن عدم وضع مفاهيم محددة هو فرصة لكي يفلت المخطئ من العقاب أو لكي يتم لي عنق الحقائق المنطقية لتحقيق مصالح لدي قوي معينة في العالم. عامة يمكن وصف التنمر بسلوك يؤدي عمدا إلي الإساءة للآخرين والأضرار بهم سواء كانت الإساءة لفظية أو جسدية أو من خلال سلوك يسبب أذي نفسي لأشخاص هم في الغالب الأضعف مثل الأطفال أو المرأة في بعض المجتمعات أو أقليات معينة أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأشخاص الانطوائيين من قبل مجموعة متحدة من أجل مصلحة ما أو نشاط اجتماعي معين وفي كل الحالات يحدث التنمر في رأيي من قبل ذوي العقول المريضة التي تعاني من النرجسية والتي تفتقد للوعي والنفوس المريضة التي تعاني من شعورها الدائم بالتفوق.
وأقترن التنمر بالمدارس لأن المدارس هي من أكبر التجمعات الإنسانية التي يتم تأسيس الفرد فيها اجتماعيا ونظرا لأن المتنمر في الغالب هو طفل يعاني من التأخر الدراسي فيجد في تعامله مع زملائه فرصة لفرض سطوته من خلال توجيه الأذي للآخرين الأضعف جسديا والذي قد يكون لفظيا بتوجيه السباب أو نشر الإشاعات أو السخرية منهم أو جسديا بالضرب وأحيانا يؤدي التنمر للوفاة المباشرة أو الانتحار لما يحدثه من أذي نفسي كبير.
ولا يقتصر التنمر علي عالم الأطفال فكثير من الكبار يقع عليهم التنمر في مجال العمل الذي قد يكون دوافعه مختلفة فالحسد والغيرة والنرجسية هي من العوامل التي تساهم في دفع المتنمر للسخرية وإيذاء الزملاء بنشر الإشاعات ومحاولة تشويه صورتهم حتي يظهر بمظهر الأقوي والأفضل أو للوصول لأعلي المناصب من خلال توجيه الأذي لمن هم أفضل عقليا أو أصلح وظيفيا منهم.
وتساهم البيئة في تنامي الظاهرة أو الحد منها فالبيئة التي ينتشر فيها التراحم والود والأخلاق الكريمة يقل فيها هذا النمط من السلوك فالمتنمر غالبا ما لا يوجد لديه وازع أخلاقي يمنعه من ارتكاب تلك الجريمة تجاه أقرانه سواء كان صغيرا أم بالغا بينما البيئة التي تغيب فيها تلك الأخلاق الحميدة وتفتقد للنظام وينتشر فيها التنافس المريض غالبا من يكثر فيها التنمر وتكون أرض خصبة له.