مساحة إعلانية
قامت المرأة التركية بدور قوي وفعال في في تطور المجتمع التركي شأنها في ذلك شأن الرجل، حيث شاركت المرأة بفعالية في تطور تركيا الحديثة وازدهارها، ولم يكون دورها أقل شأنا من دور الرجل. ويحفل التاريخ التركي بالكثير من النماذج المشرقة للرأة التركية في مختلف مجالات وميادين العمل، ومن هؤلاء النسوة:
زينب كامل هانم، التي عاشت خلال الفترة من عام 1828 إلى عام 1884، وهي ابنة كافالالي محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة. وقد عُروفت بأعمالها الخيرية في اسطنبول. ويعد أهم نشاط خيري لها هو مستشفى زينب كامل الذي أسسته في اسطنبول عام 1862. حيث مازال المستشفى يعمل حتي اليوم تحت اسم "مستشفى أمراض النساء والأطفال". وقد تزوج يوسف كامل باشا من زينب هانم في القاهرة عندما كان كاتبًا في مجلس النواب لدى محمد علي باشا. وبعد طلاقهما القسري، تزوجت مرة أخرى من يوسف كامل باشا في اسطنبول تحت حماية السلطان. وأصبح يوسف كامل باشا لاحقًا الصدر الأعظم للدولة العثمانية. وبعد وفاته، تم دفنه مع زوجته في قبر واحد في حديقة المستشفى نفسه في اسطنبول.
الأميرة قدرية حسين، التي عاشت خلال الفترة ما بين عام 1888 حتى عام 1955، هي ابنة السلطان حسين كامل، وإحدى ممثلي الأدب العثماني التركي في مصر. فقد كانت من بين "النساء المستنيرات" في فترة التنظيمات، ولفتت الانتباه بهويتها الصحفية وروحها النضالية. ولها العديد من الأعمال المكتوبة باللغة التركية. "شهيرات النساء" واحدة منهن. وكانت مؤيدًا للحركة الوطنية التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، وقد كتبت كتاب بعنوان "رسائل أنقرة المقدسة". كما قامت بأعمال مهمة في مجال حقوق المرأة في كل من تركيا ومصر.
أمينة فؤاد طوجاي، عاشت ما بين عام 1890 وعام 1975، وهي رسامة وكاتبة مشهورة عالميًا. ولدت في عائلة كبيرة من أصول عثمانية مصرية. ومن أهم أعمالها كتاب "ثلاثة قرون- تاريخ عائلة في مصر وتركيا" الذي يلقي الضوء على التاريخ التركي المصري المشترك. وفي الخمسينيات من القرن العشرين، كان زوجها خلوصي فؤاد طوجاي يشغل منصب السفير التركي في القاهرة، وكانت أمينة فؤاد طوجاي تعيش مع زوجها في المبنى الذي يتخذه سفراء تركيا بالقاهرة مقرًا فقامتهم. وهو أيضًا حفيد والي مصر الخديوي إسماعيل باشا، والصدر الأعظم العثماني الغازي أحمد مختار باشا.
شوله يوكسل شنر، ولدت في 29 مايو 1938، وتوفيت في 28 أغسطس 2019، وهي كاتبة وصحفية تركية. عملت وناضلت من أجل تعزيز مكانة المرأة المحافظة في المجتمع التركي. وفي أواخر الستينيات من القرن العشرين، أصبحت نموذجًا رائدًا لمشاركة المرأة في المجال العام. وقد تم تحويل روايتها الأكثر مبيعًا "شارع السلام" إلى فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيوني بنفس الاسم.
جاهيده سونكو، عاشت ما بين عام 1916 وعام 1981، وهي أول مخرجة سينمائية تركية. وقد بدأت مسيرتها السينمائية في ثلاثينيات القرن العشرين وسرعان ما أصبحت أحد ألمع نجوم تركيا. وكان لها أيضًا دور رائد في الإخراج من خلال فيلم "وطن ونامق كمال" الذي أخرجه عام 1953. لقد مهدت الطريق للمرأة في السينما التركية. ولا يزال تأثيرها الكبير الملموس في صناعة السينما اليوم.
صبيحة كوكجن، التي عاشت خلال الفترة من عام 1913 حتى عام 2001، دخلت التاريخ التركي الحديث باعتبارها أول امرأة تقود طائرة مقاتلة في العالم. وتعد أحد رموز عملية الحداثة في تركيا، وقد تبناها مصطفى كمال أتاتورك، الزعيم المؤسس للجمهورية التركية، وتلقت تدريبًا عسكريًا في مجال الطيران. ومن خلال خدمتها النشطة في القوات الجوية التركية، أثبتت أن المرأة يمكن أن يكون لها حضور في هذا المجال أيضًا. فلقد أدى إرثها الملهم إلى دفع العديد من النساء إلى متابعة مهن في مجال الطيران. تم تخليد اسمه بإطلاقه على المطار الثاني في الجانب الأناضولي من إسطنبول.
خالدة أديب أديوار، عاشت ما بين عام 1884 وعام 1964، وهي شخصية متعددة المهارات، فهي كاتبة وناشطة وسياسية ومعلمة وأكاديمية. أديوار، المعروفة أيضًا بلقب "العريفة خالدة"، هو أحد أهم الروائيات الواقعيات في فترة الجمهورية. تناولت في أعمالها تعليم المرأة ومكانتها في المجتمع، ودافعت عن حقوق المرأة من خلال كتاباتها. وقد تم تحويل العديد من رواياتها إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية، وقد قرأها جمهور واسع باهتمام.
آلاف ألاطلي، عاشت ما بين عام 1944 وعام 2023، وهي كاتبة وخبيرة اقتصادية وعالمة اجتماع ومفكرة بارزة، تركت بصمة عميقة في عالم الأدب. ومن خلال رواياتها ومقالاتها، تناولت قضايا المجتمع والتاريخ والسياسة من وجهات نظر مختلفة. وبفضل خبرتها القوية في الاقتصاد والفلسفة، قدمت مساهمات كبيرة في زيادة الوعي الثقافي. وقد حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة اتحاد الكتاب الأتراك للرواية عام 1986، وجائزة ألكسندروفيتش سولجينتسين الأدبية عام 2006، والجائزة الفخرية لاتحاد الكتاب الأتراك عام 2012، والجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون عام 2014. ولا يزال لأعمالها تأثيرًا كبيرًا على الأدب التركي وعالم الفكر.
فاطمة علياء طوبوز، والتي عاشت ما بين عام 1862 وعام 1936، تعد واحدة من أوائل الروائيات والمفكرات الرائدات في تركيا. فقد ناضلت من أجل حقوق المرأة والتعليم وتناولت القضايا الاجتماعية في أعمالها. ويعد عملها "محاضرات" عملاً مهمًا يطرح تساؤلات حول الوضع التقليدي للمرأة في أواخر الفترة العثمانية. وكعلامة على احترام أفكارها وإرثها وتكريما لها، تم وضع صورتها على الأوراق النقدية من فئة 50 ليرة في جمهورية تركيا منذ عام 2009.