مساحة إعلانية
كتب- نبيل الفرشوطي
في مشهد إعلامي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، شن الإعلامي مدحت شلبي هجومًا حادًا مساء أمس على الكابتن محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، متهمًا إياه بتضليل الرأي العام واستغلال حالته الصحية لتحقيق مكاسب إدارية، فضلًا عن تحميله مسؤولية مالية ضخمة متعلقة بتعاقدات النادي مع الجهاز الفني السابق بقيادة السويسري مارسيل كولر.
ورغم أن النقد البنّاء يعد ركيزة أساسية في العمل الإعلامي، فإن ما صدر عن شلبي يُعد خروجًا عن إطار المهنية، وتحولًا غير مبرر من النقد إلى التجريح الشخصي، لا سيما حين يُوظف المرض — وهو أمر إنساني لا يُزايد عليه — كأداة للهجوم.
أشار شلبي إلى أن الخطيب "دائمًا ما يظهر المرض في توقيتات حرجة"، مستدلًا بانسحابه من العمل الإداري عام 2012، ثم حديثه مؤخرًا عن تحذيرات الأطباء له بعدم الترشح للانتخابات المقبلة حفاظًا على صحته.
عاد شلبي إلى الوراء ليشير إلى ظهور الخطيب في إعلان تلفزيوني بعد اعتذاره عن استكمال مهامه قبل سنوات، معتبرًا ذلك "استغلالًا لصورة المريض في مشهد دعائي مثير للشكوك".
وجه شلبي اتهامًا مباشرًا بأن إدارة الأهلي، بقيادة الخطيب، تسببت في "تحميل النادي 120 مليون جنيه دون وجه حق"، نتيجة قرارات تتعلق بفسخ تعاقد كولر وصرف مكافآت للمدرب الجديد ريبيرو.
أبدى شلبي استغرابه من قبول المدرب كولر تسوية مستحقاته بشكل ودي، زاعمًا أن هناك تضليلًا للرأي العام في هذا الملف.
لا يجوز التعامل مع الحالة الصحية لأي إنسان — مهما علا منصبه — باعتبارها وسيلة للهجوم، أو سلاحًا لتصفية حسابات. الخطيب لم يكن الأول ولا الأخير الذي يتخذ قرارات تخص عمله بناءً على تقارير طبية.
ظهور الخطيب في إعلان تلفزيوني لا ينفي احتمالية وجود معاناة صحية حقيقية. هذا الربط غير المهني يشير إلى سوء نية في تأويل الأحداث، لا إلى تحليل إعلامي رصين.
القرارات المالية في نادٍ بحجم الأهلي لا يتخذها رئيس النادي بمفرده، بل تُناقش وتُقر عبر لجان فنية وقانونية ومجلس إدارة، ما يجعل الاتهام بالخسارة المباشرة غير منطقي ومخالفًا لهيكل الإدارة.
الحديث عن مفاجأة في قبول كولر بالتسوية دون الاطلاع على بنود التعاقد الأصلي، وسياق التفاوض، يعكس سطحية في تناول الملف، ويهدف لإثارة الرأي العام أكثر مما يسعى لكشف الحقيقة.
إن الكابتن محمود الخطيب، برغم ما له من تاريخ طويل في الملاعب والإدارة، ليس فوق النقد، لكنه كأي شخصية عامة يستحق نقدًا نزيهًا يستند إلى وقائع موثقة لا إلى تأويلات إعلامية.
والهجوم الأخير من الإعلامي مدحت شلبي، الذي تضمن تهكمًا على الحالة الصحية وتلميحات بتضليل الجماهير، لا يرقى لأن يكون نقدًا بناءً، بل هو أقرب إلى تصفية حسابات شخصية أو محاولة لكسب مشاهدات على حساب احترام الخصوصية والواقع.
وفي النهاية، تبقى جماهير الأهلي — وعموم المتابعين — هم الحكم الأول والأخير، وهم من يُميزون بين من ينتقد لأجل الإصلاح، ومن يهاجم بدافع التشويه.