مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب: أوهام ترامب و الخطوط الحمراء

2025-01-29 02:36:16 -  تحديث:  2025-01-29 02:36:06 - 
هبه حرب تكتب: أوهام ترامب و الخطوط الحمراء
هبه حرب
منبر

لم تدخر الدولة المصرية والقيادة في مصر جهد أو فرصة في التأكيد على رفضها القاطع لـ تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وخصوصاً في قطاع غزة، وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 .
وبالتزامن مع تنفيذ مرحلة الهدنة في غزة، إثر الجهود المصرية التي نتج عنها إبرام الصفقة و القيام بتبادل الأسري، عودة المواطنين إلى شمال غزة، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ مقترحات أقرب إلى الأوهام، تتمثل في تهجير سكان غزة.
ففي البداية اقترح ترامب نقل جزء من سكان غزة إلى إندونيسيا، و ذلك بـ حجة أن غزة دمرت بشكل كبير ، ولا تصلح للحياة، وأن السبب وراء هذا المقترح هو أن يسعى إلى توفير حياة آدمية لسكان غزة ، إلا أن هذا المقترح لم يتم قبوله بجدية نتيجة صعوبة تنفيذه التي تصل إلى الاستحالة.
فيما خرجت تقارير من الإعلام الصهيوني تفيد، بـ وجود إقتراح من الرئيس ترامب، بنقل ما يصل إلى  100 ألف من سكان غزة إلى ألبانيا، وهو ما نفاه رئيس وزراء ألبانيا بشكل قاطع، بجانب دعوته على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وبين هذا وذاك، خرج ترامب بـ مقترح جديد ، يتمثل في نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، وذلك للأسباب نفسها أن القطاع دمر بالكامل و لا يصلح للحياة، وأنه يريد حياة آدمية وآمنة لسكان غزة، وقد أدعي الرئيس الأمريكي أنه تحدث عن هذه المقترحات في إتصالات هاتفية مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فيما نفى مصدر مصري مسئول أن هناك أي إتصالات بين الرئيس ونظيره الأمريكي.
فيما ردت وزارة الخارجية في مصر و الأردن، بالتأكيد على رفض هذه المقترحات بشكل كامل، و التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة في أراضيه وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لهم، ورفض مصر والأردن الكامل لمقترحات التهجير.
والجدير ذكره أن ، القيادة في مصر أكدت مراراً و تكراراً إنها ترفض بشكل قاطع سيناريو تهجير سكان غزة من أراضيهم ، مؤكداً أن الهدف من ذلك هو تفريغ الأرض من أصحابها و من ثم استئثار الإحتلال بالأرض، والقضاء على مطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقد انتبهت القيادة لهذا المخطط والهدف مبكراً، و قررت دحر كل مقترحات التهجير، و اقترحت تهجير الفلسطينيين إلى الداخل، أي  في الأراضي الفلسطينية المحتلة في صحراء النقب وكان الرد القاطع الذي أكد أن الدولة المصرية لن تقبل بهذا المخطط بأي ثمن.
كما أكدت القيادة المصرية أن كل أرض مصر غالية، و سيناء تحديداً التي تعد أمانة غالية في أعناق المصريين وأنهم قدموا "تضحيات جليلة" لاستعادتها، وحمايتها فرض علي الـ 100 مليون مصري، وأن أمن سيناء بالنسبة للمصريين خط أحمر لا يمكن المساس به .
وعلى جانب آخر، فقد عبر الشعب الفلسطيني وسكان قطاع غزة ، على رفضهم التام لـ سيناريو التهجير مؤكدين على تمسكهم بأراضيهم وأنهم سيبقوا مرابطين فيها، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية هي الأخري على رفض سيناريو التهجير بشكل كامل، وتمسكهم بحقهم في الأرض و إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومقترح ترامب يعد ضرب من الخيال والأوهام، ولا يهدف إلى توفير حياة آدمية و آمنة لسكان غزة، فـ أين كانت الإدارة الأمريكية من حرب شعواء من الكيان ضد المدنيين من سكان غزة التي استمرت لأكثر من 15 شهر، مارس الإحتلال خلالها أبشع أشكال العنف ضد سكان غزة.
ولكن ما يهدف إلىه ترامب من وراء هذه الإقتراحات، هو تفريغ الأرض من الفلسطينيين بحجة الدمار، وذلك من أجل توسع الكيان في السيطرة على الأرض، التي فشل في السيطرة عليها من خلال حرب استمرت لأكثر من 15 شهر، بسبب تمسك الفلسطينيين بأرضهم، فما يريده ترامب هو تثبيت دولة الإحتلال، وتوفير كافة المقومات لغرسها في الأرض.
والخلاصة أن أوهام ترامب التي تأتي في صيغة مقترحات، مصيرها الفشل الذريع، أمام صلابة الرفض  لـ سيناريو التهجير، والتأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بجانب تمسك الفلسطينيين بأرضهم، و دفاعهم عنها بكل ما أوتو من قوة، ومرابطتهم فيها .

مساحة إعلانية