مساحة إعلانية
كما بدأ الصراع بين الهند وباكستان سريعاً، وبدون مقدمات تذكر، إنتهى أيضاً سريعاً ، دون إنذارات ، ولعل ذلك يدفعنا إلى التفكير بأن هذا الصراع لربما كان مفتعل.
فقد بدأت الأحداث في موجة تصاعدية، عقب وقوع هجوم إرهابي في وادي بايساران في إقليم كشمير المتنازع عليه بين نيودلهي وإسلام آباد، ليصل الأمر إلى إستهداف متبادل بين البلدين لمواقع في العمق لكلاهما، إلى أن وصل الأمر لقرار وقف إطلاق النار بين البلدين بشكل مفاجيء.
فما بين عملية سيندور الهندية، والبنيان المرصوص الباكستانية، سعت كل من البلدين لإثبات تفوقها العسكري على الأخرى.
والملاحظ أن نجحت باكستان، في تحقيق انتصار كبير في المعركة الجوية الدائرة بين البلدين، حيث تمكنت القوات الباكستانية من إسقاط عدد من المقاتلات الهندية شملت طائرات ميراج و سوخوي و رافال، بجانب إسقاط أكثر من 77 مسيرة هندية من إنتاج كيان الإحتلال الإسرائيلي.
وما يستدعي الإنتباه في هذا الأمر، أن إسلام آباد تعتمد في تسليحها على الصين، التي وصفتها بـ الأخ القوي، حيث قامت الصين بتزويد باكستان بـ 81٪ من الأسلحة المستوردة خلال الخمس سنوات الماضية، وفقاً لما أفاده معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وهو ما يعكس أن التكنولوجيا العسكرية الصينية تحقق تفوق ملحوظ على نظيرتها الغربية بشكل عام.
ومن خلال متابعة تطورات مشهد الصراع الذي دار و انتهى بين الهند وباكستان، نستنتج أن كان هناك هوى لدى القوى الدولية، لعدم وضع حد لهذا التصعيد، كما أن قرار وقف إطلاق النار جاء وفقاً لإرادة القوى العظمى.
فمثلاً، الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للهند، لم تتخذ خطوات فعلية لإنهاء هذا الصراع عند اشتعاله، وكانت تنأى بنفسها عنه، و المدقق في المشهد يرى أن واشنطن كانت تراهن على قوة نيودلهي العسكرية لأغراض محددة تتمثل في خلق بؤرة صراع ساخنة بالقرب من الصين و روسيا، لممارسة ضغوط متزايدة على كلا البلدين، في ظل التوتر الملحوظ في العلاقات بين واشنطن من جهة و بكين وموسكو من جهة أخرى، وتستهدف أمريكا من وراء ذلك الحفاظ على وجودها على رأس النظام العالمي منفردة، من خلال إثارة العقبات في طريق غريمتها الصين وروسيا، حتى لا ينافسها كلا البلدين على سيادة العالم، بجانب الرغبة في غلق الممر الحدودي بين الصين و باكستان، وأيضاً إدخال تعديلات على إتفاقية مياه نهر السند.
ولكن سرعان ما قررت الولايات المتحدة الأمريكية تغيير موقفها سريعاً، للتتدخل وتنهي الصراع، بعدما فشلت الهند في هذه المعركة ، ونالت هزيمة نكراء، مقابل انتصار عسكري تاريخي لـ باكستان.
أما الصين، فإن إستمرار أو انتهاء الصراع بالشكل الذي حدث متساويان، وذلك للعديد من الأهداف، لعل أبرزها الأختبار الحقيقي لتكنولوجيتها العسكرية، من أجل الترويج العالمي للاسلحة الصينية التي تمتلك تكنولوجيا متطورة، بجانب أن الأسلحة الصينية فرضت نفسها على السوق العالمي، بعدما أظهرت كفاءة وقدرات قتالية غير متوقعة ومبهرة، وبذلك فإن الصين أعلنت عن نفسها كقوة بشرية اقتصادية عسكرية لا يستهان بها، لتنافس من أجل أن يكون العالم متعدد الأقطاب، تكون بكين فيه قطب مؤثر على الساحة العالمية.
كما أن روسيا أيضا التي كانت بعيدة نوعاً ما عن هذا الصراع ، إلا أنه كان بمثابة فرصة إضافية لها، لتمضي قدماً إلى هدفها الذي يتمثل في حجز مقعدها كـ قطب مؤثر ومهم، والدفع إلى ولادة عالم متعدد الأقطاب.
ومن خلال ذلك نصل إلى أن هذا الصراع الذي وقع بين نيودلهي وإسلام آباد، تم خلقه من قبل قوى العالم، لأهداف مخططات تصب في صالح كل منهما.