مساحة إعلانية
دأب الصهاينة على إبداء المظلومية، والمتاجرة بالكذبة المزعومة أن أرض فلسطين يعود الحق فيها لهم، وبين ذلك وذاك ملئوا الأرض نواح بما يتعرضون له من ظلم وعنف وإضطهاد من قديم الأزل على يد شعوب العالم أجمع وبشكل خاص الفلسطينيين.
ولم يكن هناك أفضل من أسطورة شمشون الجبار التي يرددها الصهاينة ،للتعبير عن الظلم الواقع عليهم، وفي ذات الوقت الترويج لقوة وإنتصار كاذب.
وبحسب الرواية التي يتبناها اليهود، فإن شمشون، سيمتلك
قوة هائلة تساعده على تخليص اليهود من الاضطهاد والعناء الذي يتعرضون له على أيدي الفلسطينيين في مدينة غزة عاصمة مملكتهم التي امتدت حوالي 6 قرون في الفترة بين القرن 12 قبل الميلاد والقرن السادس قبل الميلاد، وشملت كذلك أربعة مدن أخرى إضافة إلى غزة هي: عسقلان وأسدود وعقرون (عاقر) وغات (الفالوجا).
وبدأت قصة شمشون عندما أراد الزواج من الفتاة الفلسطينية التي أحبها، وحين فشل في أن يتزوجها قتل وحده ألفاً من الفلسطينيين مستعيناً بعظمة فك حمار، ومن خوف الفلسطينيين من قوة شمشون، احتالوا على عشيقته دليلة لمعرفة سر قوة، وهو الممثل في شعره، حتى يتمكنوا من السيطرة عليه، ولما علموا أنه شعره سارعوا بحلقه له ومن ثم عذبوه و احرقوا عينيه.
وبحسب هذه الرواية، فإنه عندما كان الفلسطينيون يحتفلون بإلقاء القبض على شمشون، ويتعبدون في أحد المعابد ، احضروا شمشون الذي كان بدأ شعره في النمو وعادت إليه قوته، فتحسس مكانه بين العمودين الذين يقوم عليها سقف المعبد لينهار فوقه وفوق الحاضرين، وبذلك تنتهي الرواية التي يتبناها اليهود بشأن قصة شمشون.
وقد حرص الصهاينة منذ أن قرروا إحتلال فلسطين الترويج العالمي لهذه الأسطورة، من أجل تغذية عقل المجتمع الدولي ووجدانه بألوان الاضطهاد التي تعرّض لها اليهود على أيدي الفلسطينيين، وفي تبرير الجرائم التي يقومون بها ضد الشعب الفلسطيني حالياً، ومنذ بداية الإحتلال.
وبالنظر إلى أسطورة شمشون وما يحدث اليوم على يد نتنياهو وحكومته المتطرفة في عموم فلسطين وغزة بشكل خاص، يجد أن التاريخ يعيد نفسه، فـ إدعاء كاذب بالمظلومية يردده الصهاينة، من أجل تنفيذ جرائم وحشية بحق الفلسطينيين، ليصم العالم أذانه ويعصب عينيه عن جرائم الإحتلال.
فمنذ مظلومية 7 أكتوبر المزعومة، و قد أزهق جيش الإحتلال أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمر غزة عن بكرة أبيها، كما منع عنها كل متطلبات الحياة من خدمات وغذاء، حتى أصبحت غزة منطقة مجاعة رسمياً ، وفقاً لما أفادت الأمم المتحدة.
وبالرغم من ذلك، مازالت آلة الحرب الإسرائيلية مستمرة في خطتها لإحتلال كامل قطاع غزة، من أجل تحقيق أهداف مزعومة، لكنها في الأساس ترغب في تنفيذ سيناريو التهجير، وهو ما سينتهي بالفشل حتماً.
وما بين شمشون ونتنياهو الذي يعتبر نفسه زعيم ديني مؤيد بقوة دينية، تسقط أساطير وأحلام الصهاينة، و ستبقي غزة عنيدة في وجه الطغاة، يمكن أن تمرض لكن من المستحيل أن تموت، و كما دفن شمشون تحت الركام في غزة عندما هدم المعبد، سيواجه نتنياهو المصير نفسه جزاءاً لما فعله من دمار وتخريب في غزة، و هذا وعد حق.