مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
تتميز أعمال الكاتب الراحل السيناريست وحيد حامد، بأنها كانت من واقع المجتمع ومثلت تشريحًا لكل ظواهر المجتمع.
أيضًا تنبه الكاتب الكبير وحيد حامد في أعماله بتغيرات المجتمع، ويُمكن القول أنه كان عالم اجتماع في أعماله، لأنه رصد الظواهر الاجتماعية التي طرأت على الناس والمجتمع وحللها وكشف عن أسبابها وقدم روشتة العلاج من السلبي منها.
في رائعة الغول، بيّنَ لنا كيف توحشت طبقة رجال الأعمال وظنت نفسها فوق القانون، وكيف أن أفعالها مثلت جرمًا في حق كل الطبقات، إذ لم تكتف هذه الجماعة بالنهش في بعضها البعض، لكن انعكست أفعالها على كل الطبقات، وبالتالي طالت الكبقة الفقيرة التي كان وحيد حامد من أشد المنحازين والمعبرين عنها.

مرآة وحيد حامد المجتمعية كانت أكثر صدقًا من كل الدراسات والنظريات المجتمعية، لأنها كان مُشتبكًا مع الواقع، وأصبح لديه رغبة جادة في الغيير نحو الأحسن لذلك كان هو فعلًا وحيد حامد.
في رائعة طيور الظلام، كشف كيف تغلغلت التيارات المتطرفة في المجتمع، ودرس من أجل طيور الظلام كل الجماعات فلم يخلط بين الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية، بل وضع كل في موضعه، بأفكاره وأيديولوجيته.
كان يجيد التعبير عن بدايات ومصائر الجماعات، وأصولها بطريقة فريدة في السيناريو، كل الجماعات التي تعمل ضد الدولة ومفهومها فهي إلى زوال، وذلك في الحوار بين فتحي نوفل وعلي الزناتي: حينما قال فتحي لـ"علي": فكرتك وجماعتك ملهاش مستقبل، متنساش إنك هتكون ضد الدولة".
في الدراما، ورغم قلة أعماله إلا أن وحيد حامد يكفيه رائعة "بدون ذكر أسماء، التي شرّح فيها المجتمع خلال حقبة مبارك منذ بدايتها، وما رآه في يدايتها حلله فوصل إلى النهاية الحتمية التي حدثت.

أوضح "حامد" في "بدون ذكر أسماء" كيف بدأ المد السلفي، وبيّن خطورته، وما أوضحه حدث بالفعل، لنشعر هنا بالحقيقة ونراها وؤيا العين أن وحيد حامد كان طبيبًا مجتمعيًا، بل لا نُبالغ حينما نقول إنه كان مكشوف عنه حجاب المجتمع، يعرف دورته وظواهره ومميزاته وعيوبه، وطبيب ماهر موصوف للمجتمع المصري.
في مثل هذا اليوم 2 يناير 2021 رحل عن عالمنا الكاتب الفذ وحيد حامد.
