مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعالوا بنا - أيها السادة - نستكمل ما بدأناه في المقال السابق عن مقومات النصر. علي إسرائيل ، وها نحن نشهد الآن صراعا دمويا ونهجاً غير مسبوق من العدو الإسرائيلي الغاشم علي كل من تسول له نفسه المساس بالسيادة الإسرائيلية ، وفي غياب الضمير العالمي بصفة عامة والضمير العربي بصفة خاصة ، نجد أن الأمر أخذ بعداً سياديا يندي له الجبين ، وما للعرب بُد سوي الخنوع والخضوع للهيمنة الإسرائيلية الغاشمة ، ومن ثم فان للمتغيرات في بنية الكيان العربي جهد واضح في فشل المقاومة والتصدي للعدو بكل السُبل ، وفي ظل وجود الحماية الغربية نجد أن المسألة تأخذ بُعداً آخر في منظومة العمل العربي ،
وتأتي التغيرات الاجتماعية، بما في ذلك تمكين المرأة، والتحولات في التعليم والثقافة، قد تؤثر أيضًا علي الصراعات بين الأجيال المختلفة،
الصراعات العربية، سواء كانت ماضية أو مستقبلية، تشكل تحديات كبيرة للأمة العربية، ولكنها أيضًا تفتح فرصًا للتجديد والتغيير، إذا تم التوجه نحو حوار شامل وتفاهم بين مختلف الأطراف، وفي دوامة تلك المشاهد المؤلمة هل نستطيع أن نضع مشهدا يُحقق العرب الانتصار فيه علي إسرائيل؟” ولتعرف تماماً عزيزي القارئ أن هذا المشهد سيكون مشهداً مُعقّدًا سياسيًا وعسكريًا وفكريًا، تحقيق “انتصار” - مهما كان تعريف الانتصار لدي كل طرف - والظروف التي قد تقرّبه أو تبعّده:إن القراءة الواقعية للمشهد ستقول : إما انتصار شامل أو إحتلال كامل أو إزالة دولة ، هذا الإحتمال شبه معدوم في المستقبل المنظور، ليس فقط لميزان القوي بل لإرتباط الأمر بالنظام الدولي الحالي، فإما انتصار ردعي،سياسي: أي فرض تسوية عادلة أو تغيير قواعد الاشتباك بحيث تتقلص قدرة إسرائيل علي فرض إرادتها، وكبح جماحها المتصاعد و هذا يعتمد علي تكامل المحاور أعلاه أكثر من عامل منفرد، ودعونا نفكر قليلاً متي قد تتغيّر المعادلة؟ ولتغير المعادلة لابد وأن تكون هناك مجموعة من المقومات منها : وحدة القرار العربي الحقيقي مع قدرات عسكرية واقتصادية مشتركة مع توافر صندوق دفاعي، توافر مجمّع صناعات عسكرية تحت قيادة موحدة، السبيل الآخر تعاظم الإختراق التقني العربي في مجالات الذكاء الاصطناعي، السيبرانية، الدفاع الصاروخي، والطائرات المسيّرة، التحوّل في سياسات واشنطن أو بروز قوي عالمية منافسة تكبح الدعم الحاسم لإسرائيل،
وإذا استطعنا خلق أزمات سياسية حادة أو تحوّل ديموغرافي‑اقتصادي في إسرائيل يضعف تماسك الدولة ويفرق وحدتها ،
“متى؟ ليست مسألة تقويم بقدر ما هي معادلة شروط: إذا توفّرت رؤية موحّدة، وقوة علمية‑اقتصادية، وتحالفات دولية داعمة، وتماسك داخلي عربي، يمكن تقليص الفجوة مع إسرائيل وفرض تسويات تقترب من مفهوم “الانتصار”، بدون ذلك ستظل الكفة مرجحة كما هي اليوم، وللفوز في لعبة الشطرنج عليك بتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات التي تعتمد علي التفكير الدقيق والقدرة علي التوقع والتخطيط.
hyasser10@yahoo.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
