مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (صكوك العطاء وسلطة البقاء )

2025-04-23 09:51 AM - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (صكوك العطاء وسلطة البقاء )
ياسر القاضي
منبر

تمر بنا الأيام وكأننا مُساقون علي قَتب، نحاول شحذ الهمم وإيقاظ غوافل الضمير برغم سطوة الإنعدام، نقتلع من جذور أنفسنا بؤر الفساد نُحاط علماً بأن فينة من العمر تُساق إلي المثوي الأخير ، نحاول عبثاً الفرار من غواشم ما أبتلينا به ، تُمزقنا حروف الوهم وتقطعنا سكاكين الصبر ، وما بين فارق الوهم والرجم بضع حروف خاوية ، نحفر لنصل، وما بين حفرة وأخري نجد بئراً سحيقاً يأخذنا في أحضانه ، قوة ضاربة ووهن مضروب وقسمة باتت ضيزي ، العالم يسير في إتجاه معاكس لقانون الطبيعة ، ووحوش ضارية باتت تعبر شوارع المدينة ، نفحات روحانية تعلو ، ونزعات شيطانية تتساقط في قلوب الغافلين ، الأرض التي لا تنبت بالخير السكن فيها ضرب من المستحيل ،قد لا ندرك واقع الحياة لأننا نعيش في مرحلة إنعدام دوافع الثقة، ما أكثر لون الدم الذي يكسو جدران المدن،مسافر حقق نظرية المستحيل وعاجز حقق ذات  الشئ في النزوح خلف مفردات الوهم، قد لا تشرق الشمس - حينئذ - ستتعطل كل ذي يد لم تمتد بالخير ، وسعي في إتجاه معاكس جميلة تلك البلاد التي لا تأكل من عواطل الربا، وقبيحة تلك التي تتاجر بوهم أصدقاء كثر لكن قليل ما هم! أزفت الأزفة وحق علي كل من يدركه أن يسعي لها ، ومن أجمل ما كتب المتنبي : عَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ،  أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا تَفني عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ يَا مَنْ نُعيتُ علي بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا مَا كلُّ ما يَتَمَنّي المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ وَلا يَدِرُّ علي مَرْعاكُمُ اللّبَنُ جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ وَتَغضَبُونَ علي مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ حتي يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ وَلا أُقيمُ علي مَالٍ أذِلُّ بِهِ وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَي الوَسَنُ وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ.


hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية