مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (قضية "عبدالباقي")

2024-07-12 10:56 PM - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (قضية "عبدالباقي")
ياسر القاضي
منبر

عند عودتي من العاصمة الإدارية الجديدة والتي تأخذك لأول وهلة تنظر إليها شهقة مدوية لتسأل نفسك ومن حولك متي بنيت هذه العاصمة وأي وقت قياسي بنيت فيه بكل ما فيها ؟  ركبت السيارة المتجهة إلي ميدان رمسيس ، جاءت سيدة في الخمسين من عمرها تحمل علي كاهلها قدراً من الأناقة والجمال ، أرادت أن تجلس علي المقعد الأمامي بجانب سائق العربة لولا اعتذار السائق بأن هذا المقعد مشغول - إمتعضت - وشاءت الظروف أن تجلس بجانبي بالمقعد الخلفي لسائق العربة ، ما هي إلا لحظة من جلوسها ورن هاتفها ، ردت قائلة ألو: أهلا يا ساميه ، وبعد خمس دقائق من الترحيب استطردت قائلة: شفتي يا ساميه ال حصل من عبد الباقي ؟ عبد الباقي يا ساميه مش عارفين نكلمه ولا نتعامل معاه ، عبد الباقي يا ساميه مش شايف شغله ولازم يرحل ! عبد الباقي يا ساميه مرديش يرد علي وقفل في وشي التليفون ، أنا مش هسكت علي الموضوع دا تاني وعبد الباقي لازم يرحل ، صوت السيدة يُسمع جميع من في السيارة ومن في القبور  ، فكرت في هذا الشخص المدعو عبد الباقي ، وقلت في نفسي : شىء أكيد عبدالباقي دا شخصية مهمة جداً بالنسبة لهذه السيدة ، مَنحتُ أُذني فُرصةَ الإستماع لحديث السيدة للكشفِ عن هَويةِ عبد الباقي ، وفجأة استطردت السيدة قائلة: عبد الباقي يا ساميه طول النهار مشغول بإحضار طلبات سكان العمارة ومش فاضي لحراسة العمارة !؟ عبد الباقي يا ساميه بقي صاحب ملك ، أنا سمعت إن عبد الباقي من شغله كبواب للعمارة اشتري قطعة أرض في بلدهم وبيبني عليها عمارة  !! عبد الباقي يا ساميه نسي نفسه ونسي إن جوزي أشرف بيه هو ال جابه وشغله ، أنا لازم أقطع عيش عبد الباقي من العمارة ولازم يرحل ، عبد الباقي يا ساميه مرديش يشغل الأسانسير وقال: إن الأسانسير عطلان ، شفتي يا ساميه عبد الباقي بيعمل إيه ؟ اشرف جوزي يا ساميه كلمه مره واتنين ولكنه ما سمعش الكلام ، عبد الباقي يا ساميه أصبح مش فاضي للعمارة لازم عبد الباقي يمشي ونجيب حد تاني يمسك العمارة ، أنا النهارده هكلم صاحب العمارة ولازم ياخد قرار!! نظرت خلفي فإذا بجميع من في السيارة في صمت الشوق للإستماع لقضية عبد الباقي ، وما زال حديث السيدة لم ينته بعد عن عبد الباقي البواب والذي أصبح يمثل قضية بالنسبة لها ، مرت الساعة من العاصمة الإدارية إلي موقف رمسيس وكأنها لحظة ، فلقد شُغلنا جميعاً بقضية عبد الباقي البواب مع هذه السيدة ، أوقف السائق السيارة قائلا :حمدالله علي السلامة يا بهوات موقف رمسيس ، الحديث لم ينته بعد بين السيدة 

hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية