مساحة إعلانية
إن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط حاليا لخير دليل علي أن الحرب العالمية الثالثة قادمة لا محالة ، التدخل العسكري الأمريكي في الحرب ما بين إيران وإسرائيل يُعطي مؤشراً خطيراً في الفترة المقبلة نحو اندلاع حرب عالمية ثالثة ، وحينما نطرح هذا السؤال فإننا نطرح سؤالاً جوهريا، أخطر من مجرد استفسار نظري، لأنه يفتح بابًا لمراجعة الذات العربية التي ستكون مسرحا لتلك الحروب في الفترة المقبلة: فهل نملك القرار؟ أم تُحدد أدوارنا من القوي الخارجية صاحبة الهيمنة علي مقدرات الشعوب العربية ؟
الإجابة ليست سهلة، لكنها تتطلب تفكيكًا وتحليلًا ورؤية ثاقبة والإجابة قد تكون واقعا مؤلما : نعم: قد يكون العرب أدوات في الحرب العالمية الثالثة إذا استمرت الظروف الحالية بتلك الآليات البائسة والتي منها، التبعية السياسية والعسكرية
فمعظم الدول العربية حالياً ومن سنوات عدة تعتمد علي الحماية الغربية أو علي تحالفات خارجية لضمان أمنها والمتأمل في هذا يجد علي الساحة الحالية الكثير من تلك الدول، الأمر الآخر صناعات السلاح في الدول العربية ضعيفة، مما يجعل قرار الحرب أو السلم مُرتبطًا بمُصدر السلاح، وهذا الأمر بات محسوما لدي دول الغرب ولن تسمح للدول العربية بصناعة السلاح حتي تكون حرف جر دائما، الانقسام العربي وما أدراك ما الإنقسام العربي المشكلة التي لم ولن تُحل:
فلا توجد رؤية استراتيجية عربية موحدة، ولا تحالف دفاعي حقيقي فاعل في الدول العربية حتي جامعة الدول العربية تُعد منصة رمزية أكثر منها قوة فاعلة في اتخاذ القرارات السيادية التي تمس أمن وسلامة الأمة العربية ، الثروات والموقع كأدوات بيد الآخرين، ومن أهم هذه الثروات النفط العربي حيث يتم التحكم في إنتاجه وتسعيره بالتوافق مع قوي كبري وليس بيد القوي العربية ، الموانئ والقواعد العسكرية مُستأجرة أو تحت نفوذ أجنبي، الصراعات الداخلية المفتوحة كمسرح للحرب منها اليمن، سوريا، ليبيا، السودان، سوريا ، لبنان… كلها ساحات حرب يمكن توظيفها من القوي الخارجية لتكون ضمن استراتيجية دولية أكبر ومخططات عالمية ،ولكن هلي يمكن للعرب أن يتحرروا من دور “الأداة” ويصبحوا “صُنّاعًا للقرار”؟ نعم من الممكن إذا سبق السيف وتشكل تحالف عربي حقيقي مثل: مجلس دفاع مشترك حقيقي، وحدة في القرار السياسي والاقتصادي،يشبه حلف الناتو الغربي، لكن دون وصاية خارجية.
hyasser10@yahoo.com