مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (وزارة التموين في عهد يوسف عليه السلام)

2024-03-07 12:30:54 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (وزارة التموين في عهد يوسف عليه السلام)
د.ياسر القاضي
منبر

كلنا يعلم قصة سيدنا يوسف عليه السلام ولكن قليل منا من يعرف أن يوسف عليه السلام كان أول وزير للتموين في فترة اقتصادية  من أحلك الفترات التي مرت بها مصر عبر التاريخ حيث القحط والجوع ، وأرادت حكمة المولي عز وجل أن ترسل لشعب مصر العظيم من يقود خزانة اقتصادهم ليعبروا هذه الفترة القاسية فكانت قصة يوسف عليه السلام مع إخوته وتمت عناية المولي عز وجل لهذا الصغير ، رؤيا لملك مصر تستشرف مستقبل ملكه وكان لابد وأن تعرف مكنونات هذه الرؤيا، وفي لحظة العناية والرعاية يدبر صاحب الأمر الأمر بما فيه الخير ،{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ،  يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف : 43]  الأمر لم يبدو سهلاً ففي الرؤيا أمر جلل يحتاج إلي تأويل وتفسير ،فليبحث الكبير والصغير عن تفسير هذه الرؤيا لأنها شغلت تفكير الملك وبدأت تؤرق نومه ويقظته - يوسف - من يوسف ؟ إنه الشاب الذي سجن، وهل يعرف تفسيراً لرؤيا الملك؟ نعم يعرف، أرسلوا له! {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَي النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} [يوسف : 46] نعم أعرف تأويل هذه الرؤيا إنها رؤية حقة {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ} [يوسف : 47] دراسة علمية في فن التخطيط الاستراتيجي للأزمات الاقتصادية الطارئة ، فما حصدتم فذروه في سنبله، وعي بمفردات الأمور في بناء التوازن المعرفي الفاصل بين حد الشخصنة واستغلال الفرص ، فماذا نصنع -ايها الصديق ؟ {ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ} [يوسف : 48] قال ملك مصر : من هذا الذي فسر هذه الرؤيا التي عجز عن تفسيرها كبار الكهنة في بلاط الملك ؟ ارسلوا له ، أمر ملكي حاسم في وقت حرج لا يحتاج للتأخير أو التأني لأن المملكة علي شفة الهاوية وحان الوقت لإعلان وزارة جديدة تسمي وزارة التموين والتجارة في مصر {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف : 54] الأمانة قاعدة أساسية للشروط التي يجب أن تتوافر فيمن يشغل هذه الوظيفة {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف : 55]لا ليس هذا فقط بل يجب أن يتمتع من يشغل هذه الوظيفة بحفظه للأمانة التي وكل بها مع علمه ببواطن الأمور ومجرياتهاهكذا كانت وزارة التموين في سالف العهد القديم وزارة قائمة علي قواعد راسخة من التخطيط لمستقبل أفضل في ظل واقع يمنحنا مقدمات لكارثة إنسانية قد تكون ، أمانة وعلم قد جعلا من هذا الوزير أعظم وزير للتموين في تاريخ مصر - إنه يوسف عليه السلام - {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ  يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف : 99] 
في أمن الله يا مصر وأمانه بإذن الله إلي يوم الدين
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية