مساحة إعلانية
مع سقوط بشار الأسد في أواخر عام 2024، توجَّهت الأنظار نحو زعيم جماعة هيئة تحرير الشام، محمد الجولاني أو أحمد الشرع، الذي استولى على السلطة في سوريا. منذ البداية، كانت وعود الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات الدولية عن سوريا تبشِّر بتقدّم سريع للبلاد في ظل الحكومة الجديدة. لكن بعد مرور نحو ستة أشهر على تولي أحمد الشرع الحكم، تصاعدت المخاوف بشأن أوضاع سوريا في عهده، وذلك بسبب أحداث عديدة أبرزها: الهجمات الإسرائيلية على سوريا، احتجاجات الدروز في السويداء، الاشتباكات مع قوات قسد، تفاقم الركود الاقتصادي، ممارسة العنف ضد فئات مختلفة من الشعب السوري وغيرها.
في استطلاع للرأي أجرته ونشرته مؤسسة الدراسات والبحوث "إتيك" في تركيا على عيّنة من أبناء الطائفة السنية في لبنان، جاءت آراء الناس حول التغيير السياسي وتولي أحمد الشرع السلطة بنسبة 64% إيجابية، 23% سلبية، و13% دون رأي. وهذا يعكس رضا الناس عن سقوط نظام بشار الأسد واعتبار هذا التغيير إيجابياً.
أما بخصوص تقييم أداء أحمد الشرع الحالي، فقد اعتبر 8% أنه ممتاز، و13% ضعيف لكن قابل للتحسن، و73% ضعيف، فيما 6% لم يبدوا تقييماً. وهذا يدل على أن أداء أحمد الشرع كان ضعيفاً ولم يكن بديلاً ناجحاً لحكم بشار.
أما نظرة الشعب إلى مستقبل البلاد، فقد جاءت على النحو التالي: 14% متفائلون وآملون، 19% متفائلون إلى حد ما، 18% يائسون تماماً، 35% يائسون إلى حد ما، و14% دون رأي. وهذا يظهر أن غالبية الشعب لديهم نظرة سلبية تجاه مستقبل سوريا، ويعود ذلك أساساً إلى الحكم الحالي الذي تولى السلطة بعد بشار الأسد.
وتُظهر الدراسات أن تراجع شعبية أحمد الشرع بين الناس يرتبط بالدرجة الأولى بتراجعه أمام إسرائيل بنسبة 28% من الآراء، حيث يرى بعضهم أن هذا الموقف دليل على ضعف القيادة والتخلي عن المبادئ الوطنية. ويأتي بعد ذلك استعمال العنف ضد الشعب السوري بنسبة 26% كأحد أهم أسباب السخط، إذ يعتقد جزء كبير من المجتمع أن الحكومة التي تمارس العنف ضد مواطنيها تفقد شرعيتها وثقة شعبها. وفي المرتبة التالية، جاء تفاقم الركود الاقتصادي الذي أثقل كاهل حياة الناس اليومية، وتسبّب في توسع البطالة وارتفاع الأسعار، وهو ما شكّل 23% من الآراء. إضافةً إلى ذلك، فإن فشل الحكومة في إدارة الجماعات المسلحة الأجنبية داخل الأراضي السورية زاد من المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار السياسي. وأخيراً، رغم وجود تقارير عن الفساد في أوساط أقارب أحمد الشرع، إلا أن هذا العامل كان أقل تأثيراً مقارنة بالعوامل الأخرى، ويُنظر إليه غالباً كعامل مكمل.