مساحة إعلانية
همَّت مصطفى
نشأت بيننا علاقة قوية، أصبحت أتحدث معها، وأطعمها معي، تشاركني غطائي ووسادتي، ذات مساءٍ ضممتها بين يديّْ وغفونا معا، ذهبنا إلى حلم تقاسمنا تفاصيله، فبعد أن ولى قطار العمر، وأزهرت الخصلات البيضاء حتى أصبحت كحديقة فُلٍ يفوح عطرها من ذكريات عمرٍ مضى، باتت الروح تحتاج لمن يأخذ بيديها لتتمكَّن من العبور إلى الشاطئ الآخر، حيث السكون الدائم من ضجيج الحياة المتعبة، كانت هي خير رفيق، أبت أن تتركني للوحدة تنخر في عظام أيامي ، حتى لا أهوي أرضًا فتتهشم عزيمتي . كانت تجالسني وتستمع منى بكل حبٍ وصبر .. أقص عليها حكايات العمر الضائع، بين بناء كيانٍي الذي خَرَجَ من أحشائي، وهدم أنثى تاهت على قارعة الطريق. كانت تطعمني بنظرة حنانٍ من عينيها، وتمشط شعري المبعثر و المتهدل على أكتافي، تهدهدني عندما يروِّعني مشهدٌ تذكرته من مسلسل حياتي الماضية، تعوِّضني عن كيانٍ بنيته حتى وصل إلى سحاب المجد، فلم يعد يبصرني، تأخذ يدي وتلاعبني " آدى البيضة .. و ادى اللي لقاها " و في غفلة مني " تزغزغني " فأضحك ..... واضحك .... وأضحك . حتى يتساقط لؤلؤ عيني دمعًا محرقًا لا باسما .. فقد كانت لعبة كياني المفضلة .. تمسح عن خدي ما تساقط من دمعٍ ترك فيه مجرىً ملتهبًا كلهب قلبي المتقد، تحكى لي حكايةً أذهب معها إلى غفوةٍ عميقةٍ، ومنها إلى حلمٍ جديدٍ، يفصلني عن واقعٍ مميتٍ، ففي حلمي مع جليستي وأنيستي " عطر " .. .....حياة