مساحة إعلانية
جرعةُ مفرطةٌ
يعيشُ بضعَ لحظاتٍ أحلامَه الكاذبةَ ، يرسمُها خيالُه مملوءةً بالفرحة ، يكابدُ طيلةَ يومِه عنادَ الواقعِ المؤلمِ ، يلوذُ بمخيلتِه ترسمُ له حُلماً ملؤه اللذةِ ، وما تمضي سوى لحظاتٍ حتى يضمَه واقعُه الأليمُ ، لا يطيقُ صبراً يلهثُ خلفَ خيالِه ، فيزيدُ الجرعةَ ويزيدُ ، يرتطمُ خيالُه بواقعٍ مُرٍ لا مفرَ منه .
يجيبُ على سؤالَهم الطبيبُ :
- مات جراءَ جُرعةٍ مفرطةٍ .
مفروض
يثورُ على المفروضِ ، يغادرُ بيئتَه الطبيعية ، محلقاً ألاف الأميال يحمُلها ، بداخلِه نورٌ وظلامٌ ، المهمُ أن يختارَ وفق روحِه ، هذا ما يريد حقيقةً ، يُجِدُّ بها قدمًا نحو البعيدِ ، تدفعُه الرغبةُ أن ما يبغيه ينتقيه ، لا يدري أنه لا طاقةَ للطيرِ أن تخالفَ قوانينَها ، يحطُ حيث يشاءُ يلتفتُ . يبحث عنها …
- أين هي ؟
خروج عن النص
يفتحُ النهارُ ذراعيه للجميعِ ، يطلقُ صافرةَ البدءِ ، ينطلقُ الجمعُ لأداء الدور ، أما هو فيرى أن في الجمعِ ما يكفي ، وأن الأمرَ لا يستحقُ أن يكونَ معهم ، يصدرُ الضجيجَ من أعماقِه كي يُعرَف
- هي أيامي وحدي ، وذلك " أنا " .
- النهارُ لا يفتحُ ذراعيه مرتين في اليومِ
زحامٌ زائف
كلما ازداد عمرُه عدداً ، لا يحتاجُ أن يُحمّلَ نفسَه أعباءً و تكلفاً ، بل يحاولُ دائماً أن يكونَ على سجيتِه ؛ فلا يعاني ... يودُّ أن ينعمَ بصمتٍ طويلٍ ؛ يقودُه إلى صدقٍ ينبعُ من أعماقِه ؛ فلا يضيعُ بينَ زحامِ البشرِ الزائفِ ..
نصحوه :
- حاول أن تَبُثَّ بَوحَك لصاحبٍ ..
بذفرةٍ حارةٍ أجاب :
- مرَّ العمرُ ، ولا صاحبَ لي .
خُلْخَالٌ
لوجهِ قهوتِه يرمقُه ، يرتمي قلمُه في حضنِ أوراقِه ، تذوبُ سيجارتُه بين أصبعيه ، يؤرقُه خيالٌه ، يتخبطُ في ظُلمةِ كهفِ واقعِه الجاثمِ على صدرِه ، يتتبعُ عبيراً غادرها ، ينشدُ قطافَها ... يلفتُه خُلْخَالُها تتدلى مِنه قلوبٌ مبعثرةٌ ؛ يغوصُ فيه يلملِمُها ،
يقرأُ روايةٌ عينيها ، سألته :
- فيم تشردُ ؟
- خُلْخَال …