مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
داخل غرفته الرطبة بالسجن..كان يجلس القرفصاء،يحدق في سقف الزنزانة شاردًا، ويدفن وجهه بين كفيه ويردد:
-أنا برئ..برئ..ويظل يبكي..ويبكي!!
*
كل يوم..كل يوم..قبل أن يتم إعدامه، كان يجلس بنفس الطريقة. ينتظر..وينتظر،لا يغمض له جفن حتى يأتي الصباح، دون أن يأتي من يصحبوه إلى عشماوي. بعد ساعات سيصبح جسدا مسجى..لا أحلام ولا آمال ولا رغبة(كل ما يعني كلمة الحياة )،يصبح الكون عدمُا، وهو..هو..نفسه فقط!!
*
أتى صوت النفير عاليا. وبدت الخطوات تقترب في إيقاع واحد..رتيب..غائر في الروح. ثائر على كل التفاصيل لحياة باهتة. إفترش هو الأرض وأخذ يرتعش في هستيريا مرضية.. والعرق الغزير يغطي أنحاء جسده..بينما يهتف بين
ثانية وأخرى بصوت مرتعد خافت:
- مش عايز أموت..مش عايز أموت!
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
