مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

اخبار اليوم

إثيوبيا تغامر بتخزين كامل مع بدء موسم الأمطار.. واختبار وشيك للمفيض الأوسط

2025-07-15 08:16:29 - 
إثيوبيا تغامر بتخزين كامل مع بدء موسم الأمطار.. واختبار وشيك للمفيض الأوسط
عباس شراقي
منبر

كتب / صابر جمعة سكر

حذّر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لجريدة منبر التحرير من أن إثيوبيا تواصل مغامرتها في تخزين كامل للمياه خلف سد النهضة مع بدء موسم الأمطار، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على دولتي المصب، مصر والسودان.

وأكد شراقي أن صور الأقمار الصناعية خلال شهر يونيو الماضي أظهرت استمرار خروج المياه من خلال التوربينين المنخفضين فقط، مع تشغيل ضعيف لتوربين علوي واحد على الجانب الأيمن من السد. وقد انخفض منسوب المياه في البحيرة من 60 مليار متر مكعب – وهو المستوى الذي تحقق في 5 سبتمبر 2024 عند نهاية التخزين الرابع – إلى نحو 54 مليار متر مكعب منتصف يونيو 2025، ثم بدأت البحيرة في استعادة نحو 5 مليارات م3، ومن المرجح اكتمال التخزين الجديد بحلول 20 يوليو الجاري.

وأشار شراقي إلى أن أمام إثيوبيا سيناريوهين رئيسيين في التعامل مع موسم الفيضان الحالي؛ الأول هو فتح بوابة أو بوابتين من بوابات المفيض خلال الأيام القادمة للحفاظ على منسوب 638 مترًا، أي ما يعادل تخزين 60 مليار م3، تفاديًا لتجاوز الحد المسموح به. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في المضي قدمًا في تخزين 4 مليارات م3 إضافية، للوصول إلى منسوب 640 مترًا بإجمالي 64 مليار م3، ما سيؤدي إلى تدفق المياه عبر المفيض الأوسط لأول مرة، وهو ممر غير مزود ببوابات. وفي هذه الحالة، من المتوقع فتح البوابات العلوية بما يتناسب مع الإيراد المائي المتزايد، على الأرجح في الأسبوع الأول من أغسطس المقبل.

وشدد شراقي على أن كلا السيناريوهين يحمل مخاطر تشغيلية كبيرة، خاصة على السودان، إذ أن الإجراء الفني السليم كان يتطلب تفريغًا جزئيًا للسد قبل بداية موسم الأمطار، وليس المغامرة بالتخزين الكامل في ذروة الفيضان، ما قد يؤدي إلى فيضان مفاجئ أو اختلالات فنية في تشغيل التوربينات أو البوابات.

ولا تزال هناك تساؤلات تقنية معلّقة، أبرزها عدد التوربينات التي تم تركيبها بالفعل. فالمعروف أن إثيوبيا ركبت 4 توربينات حتى عام 2024 وافتتحها رئيس الوزراء آبي أحمد، في حين أشارت تقارير إثيوبية لاحقة إلى تركيب توربينين إضافيين، بينما صرح وزير الري المصري بأن عدد التوربينات العاملة وصل إلى 8 توربينات.

وفي ظل إعلان آبي أحمد عن الافتتاح الرسمي للسد في سبتمبر المقبل، يثور التساؤل الكبير: هل يمكن استكمال تركيب وتشغيل 13 توربينًا خلال الأسابيع القليلة المتبقية؟ سؤال تقني يُضاف إلى قائمة طويلة من الهواجس الفنية والسياسية والقانونية، في ظل استمرار غياب اتفاق ملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد الملء والتشغيل، وهو ما يجعل الخطوة الإثيوبية الأخيرة أقرب إلى مقامرة مائية تهدد الأمن الإقليمي بأكمله.

مساحة إعلانية