مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
لا يوجد حالة انفصام عن الواقع وتغييب للضمير، وافتضاح للنوايا الحقيقة مثلما حدث مع الشاعر الفلسطيني سليمان دغش.
ظل "دغش" لسنوات يوهمنا أنه فلسطيني القلب والعقل، ولما لا وقد ألقى رثاءً في الطفل الفلسطيني شهيد الانتفاضة محمد الدرة، له من القصائد الكثير والكثير في الأرض المحتلة، ورثاء الشهداء.
لكن انكشفت النوايا وما في القلب بفعل طوفان الأقصى، إذ أن هذه العملية بطهارتها ونقاءها كشفت حقيقة ما يضمره دغش في ضميره، إذ شارك دغش في تأبين حفيده الذي اكتشفنا أنه مجند في جيش الاحتلال ويقاتل الفلسطينيين.
شارك الشاعر سليمان دغش، في تأبين حفيده، وهو ملفوفًا بالعلم الإسرائيلي، وأنشد فيها رثاءً يعرفنا من جديد من هو سليمان دغش.
لذلك رد عليه الفلسطينيون وقالوا: "جزى الله طوفان الأقصى كل خير عرفنا بها صديقنا من عدونا، فيما اعتبر الكثير من المثقفين العرب أن تأبين القتلى يعد نباحًا لا يفهمه إلا الكلاب.
فيما أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية استنكارها التام لمشاركة دغش في تأبين أحد جنود الاحتلال من عائلته، ومن الذين شاركوا وتسببوا في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها في غزة.
وقالت الوزارة الفلسطينية في بيانها: "أي تقدير تم منحه لدغش من طرفها هو لاغٍ، وتدعو كافة المؤسسات العربية والدولية لسحب أي تقدير أو تكريم منحته للشاعر دغش خاصة جائزة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التي منحت له عام 2017.
وأعلن اتحاد كتاب مصر استنكاره لما أقدم عليه "دغش" غاضًا الطرف عن كل ما مارسه هذا الجندي من قتل وجرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي ينبغي أن يقف فيه المثقفون والمُبدعون صفًا واحدًا مع المقاومة، واصفًا ما حدث من دغش بأنه خنجر في خاصرة الأمة.
وأعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سحب جائزة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لكتاب الأرض المحتلة 1948 الممنوحة له عام 2017، لأنه بما فعله فقد شرطًا رئيسًا لاستحقاق الجائزة.
وأكد بيان الاتحاد أنه سيظل على موقفه الداعم للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة واسترداد حقه المغتصب.