مساحة إعلانية
قسم الترجمة
بعد تحديث روسيا لعقيدتها النووية وتخفيف اشتراطات استخدام السلاح النووي، يبقى هناك سؤالًا ملحًا وهو هل يمكن أن تكون هذه الخطوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سببًا لاتجاه إيران لامتلاك قنبلة نووية في ظل الضغوط التي واجهتها ولا تزال تواجهها من الولايات المتحدة.
وهناك سبب ادعى لمحاولة إيران امتلاك قنبلة نووية عبر حليفتها روسية، وهو وصول الجمهوري دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، وهو الرئيس الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، بل إنه يرى أن السياسة الأفضل للتعامل مع إيران هو سياسة ممارسة أقصى الضغوط.
في هذا الإطار،
يرى مايكل آيزنشتات، زميل أقدم في برنامج الزمالة "كاهن" ومدير "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" في معهد واشنطن، أنه رغم الانتكاسات العسكرية الأخيرة قد غذت الحديث الإيراني عن احتمال حدوث اختراق نووي محتمل، إلا أن عدم اليقين بشأن مخاطر التسلح وتكاليفه وفوائده قد يمنح الولايات المتحدة نفوذًا قوياً يُمكنها من ضمان استمرار طهران في اتباع سياسة التحوط النووي.
التقدم ببطيء نحو تجاوز العتبة النووية
خلال فصلي الربيع والصيف الماضيين، حذر العديد من المسؤولين الإيرانيين من أن تفاقم بيئة التهديد قد يدفع النظام إلى إعادة النظر في عقيدته النووية. وفي الوقت نفسه، صرحت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بأن طهران بدأت بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآت تخصيب اليورانيوم في موقعي "فوردو" و"نطنز". وبالتوازي مع ذلك، صرح مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون للصحفيين أن إيران انخرطت في أبحاث متقدمة تشمل المعادن، والنمذجة الحاسوبية، والمتفجرات، التي يُعتقد أنها مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية. وقد أكد تقييم استخباراتي أمريكي صدر في يوليو أن إيران "نفذت أنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا قررت ذلك". وبالتالي، لم يكن مفاجئاً أن تستهدف الضربة الإسرائيلية في 26 تشرين الأول/أكتوبر منشأة بالقرب من طهران، يُعتقد أنها تشارك في أنشطة التسلح هذه.
وفي الوقت نفسه، تبنى النظام الإيراني مقاربة أكثر جرأة وتقبلاً للمخاطر تجاه إسرائيل، معتقدًا أن الدولة اليهودية أصبحت أضعف تدريجيًا بسبب حرب غزة، وما رافقها من توترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى تنامى القوة الصاروخية الإيرانية المتطورة. كذلك، كان النظام الإيراني مقتنعًا بضرورة الرد بحزم على مختلف التحركات الإسرائيلية، بما في ذلك الضربات التي استهدفت شخصيات إيرانية بارزة ووكلاء إيران في دمشق وطهران وبيروت. وانطلاقاً من ذلك، نفذت إيران هجمات صاروخية مكثفة ضد إسرائيل في 13 أبريل وفى الأول من أكتوبر. وقد تبشر هذه التحركات بتبني طهران سياسة أكثر جرأة فيما يتعلق بتطوير الأسلحة النووية، ما لم تعتمد الولايات المتحدة وشركاؤها سياسة أكثر حزمًا وصرامة في الأشهر المقبلة.
حسابات إيران في مجال الانتشار النووي
أوقفت طهران معظم أنشطتها السرية المتعلقة بالأسلحة النووية في عام 2003، بعد أن كشفت جماعة معارضة عن تفاصيل البرنامج. ومنذ ذلك الحين، تبنت إيران استراتيجية تحوطية تهدف إلى الحفاظ على خيار امتلاك السلاح النووي، نظراً لأن مخاطر وتكاليف السعي لتحقيق هذا الهدف - بما في ذلك العزلة الدبلوماسية، والعقوبات الاقتصادية، والضربات العسكرية، وربما سباق تسلح نووي إقليمي – تعتبرها طهران مخاطر غير مقبولة. ظلّت طهران توازن في حساباتها النووية بين مجموعة واسعة من العوامل، حيث وفرت استراتيجية التحوط فوائد عدة تمكّنها من الحصول على القنبلة النووية دون مواجهة مخاطر أو تكبد تكاليف الباهظة.
ويضيف الخبير في رأيه المنشور على معهد واشنطن قائلًا: منذ ذلك الحين، تبددت بعض المخاوف التي دفعت إيران إلى اتباع استراتيجية التحوط، بينما لا تزال هناك مخاوف أخرى قائمة بقوة. على سبيل المثال، أصبح عزل طهران اليوم أكثر صعوبة مما كان عليه في الماضي، حيث عزز النظام علاقاته مع روسيا والصين. بينما قام العديد من شركاء الولايات المتحدة بالتحوط من خلال التواصل مع طهران. بينما قام العديد من حلفاء الولايات المتحدة بتقليل مخاطرهم من خلال التواصل مع طهران. ومع ذلك، لا تزال إيران عرضة للعقوبات - فقد أشار الرئيس مسعود بيزشكيان إلى أن تخفيف العقوبات لا يزال أولوية، في حين أن المرشد الأعلى علي خامنئي سيدعم على الأرجح مثل هذه الجهود إذا لم تضطر إيران إلى دفع ثمن باهظ للغاية.
اقرأ ايضًا