مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب: القصة الكاملة لمشروع نتنياهو الفاشل لمنافسة قناة السويس

2023-09-15 17:30:13 -  تحديث:  2023-09-15 20:32:10 - 
إيمان بدر تكتب: القصة الكاملة لمشروع نتنياهو الفاشل لمنافسة قناة السويس
قناة السويس

ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح الفكرة والخبراء أكدوا أن تكلفة النقل بالقطار تعادل ٥٠ ضعف

تكلفة النقل البحري المباشر.


أسباب سياسية وراء التوقيع بالاحرف الأولى خلال قمة العشرين.


 حضور السيسي وكلمته أمام القمة بالتزامن مع الانضمام لمجموعة بريكس ( خبطتين في رأس) الصهاينة والإخوان.


 تركيا لم تشترك في لعبة تل أبيب وارودغان أدرك إن ( إللى مع مصر هو الكسبان).



( خبطتين في الراس توجع) هذا بالضبط ما حدث للصهيونية وعملائها الإخوان الإرهابيين حين نجحت مصر في الحصول على عضوية دول البريكس في ضربة موجعة للدولار من ناحية، ثم دعوة رئيسها عبد الفتاح السيسي للمشاركة في قمة العشرين والقاء كلمة من ناحية أخرى، لأنهم يعلمون أن علاقة مصر بمجموعة البريكس بدأت بمشاركة شرفية للرئيس المصري وخلال سنوات قليلة تعد ( لمح البصر) في عمر التاريخ أصبحت مصر عضوة في المجموعة بل وحتى قبل أن تنال العضوية تمكنت من التصدير والاستيراد   بعملتها المحلية، لتقفز معدلات التبادل التجاري والاستثمارات من وإلى القاهرة القادرة.
تلك النجاحات كانت صدمتين أو بالأدق خبطتين لمن اعتادوا على أن مصر فى علاقاتها الدولية تصدر مواقف سياسية وتستورد اقتصاد، ولكنها الآن تتحكم في خريطة الاقتصاد العالمي بالتوازي مع رسم قواعد العلاقات السياسية الدولية.
ولأنهم يعلمون قيمة قناه السويس التى جرت فيها دماء أجدادنا قبل المياة واقتطع الاحفاد من قوت أبناءهم ليساهموا في حفر تقريعتها الجديدة لتحقيق هدف ازوداجية الممر مع توسيع المجرى، حاولوا كالعادة إفساد فرحة المصريين بالمكانة التى حققتها بلادهم في المحافل الاقتصادية العالمية، حتى أصبحت تقف ( راس براس) بجوار من يسمون أنفسهم العظماء العشرين، فسارعوا إلى تضخيم خبر التوقيع على إنشاء مشروع يربط الشرق بالغرب لينافس القناة المصرية، بل وتعالى العويل الشامت تعليقاً على خبر أعلنه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لشعبه حول البداية في تجهيز البنية التحتية لخط التجارة من الهند إلى أوروبا عن طريق الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل.
وبالعودة إلى التاريخ القريب وتحديداً بعد شهور قليلة من افتتاح قناة السويس الجديدة خرجت علينا تل أبيب بخبر مشابه عن مشروع أطلقوا عليه ( ايلات حيفا اسطنبول) وقتما كانت العلاقات بين مصر وتركيا فى ذروة التوتر، ووقتها أجريت حوار هاتفى مع أستاذة العلوم الاستراتيجية والملاحة وأجمعوا على أن هذا المشروع ماهو إلا إحياء أو محاولة فاشلة لإحياء مشروع أكثر فشلاً هو قناة أشدود لم يرى النور هو الآخر، مثلما فشل المشروع الإسرائيلي التركي عام ٢٠١٥، رغم تصريحات الزعيم المناضل حمدين صباحي عام ٢٠١٥ بأن هناك مشروع سوف يحول قناة السويس إلى ترعة نبلبط فيها ونربى فيها بط، ولكن للأسف تم إجهاض حلم البلبطة والبطبطة للرجل الوطني على مصلحة بلاده، أو تم تأجيله ثم عاد ليراودهم ليس فقط من أجل التحرش بفرحة مصر بما تحققه من نجاحات متتالية وخطوات سريعة وواثقة، ولكن لإنقاذ شعبية حكومة نتنياهو المتهمة بالفساد المالي والسياسي والمهدد رئيسها شخصياً بالسجن، ولما لا وهو شخصياً الذي تنبأ بانهيار الكيان الصهيوني ذاته حين قال إن اليهود لم تستمر لهم دولة لأكثر من مئة عام فقط على مر التاريخ.
وبعيدا عن الاحلام الصهيونية بإنقاذ الدولة المحتلة والحكومة منزوعة الشعبية، عاد الخبراء ليؤكدون على أن لا مجال للمنافسة بين قناة السويس والمشروع الجديد، ببساطة لأن القناة ممر مائي متصل يقطع الرحلة ( مرة واحدة) بينما المشروع الجديد يحولها إلى طريق ( بحرى - برى - بحرى - برى) بما يشمل تفريغ وإعادة تحميل مرات عديدة ويضاعف التكلفة، علما بأن حمولة مركب شحن متوسطة الحجم تعادل ٥٠ قطار بضائع ناهيك عن الفرق في تكلفة الوقود والعمالة.
وفيما يتعلق بالتكلفة المضاعفة يوضح خبراء الملاحة البحرية حقيقة أن الأمر لا يقتصر على تكلفة وقود القطارات ( الجازولين) فقط، ولكن زمن التقاطر مضاف إليه عمليات تفريغ وإعادة تستيف الحاويات كل حاوية على حدة، من وإلى السفن ناهيك عن السفينة الواحدة من السفن التي تعبر قناة السويس تحمل على متنها ١٥ ألف حاوية ( مرة واحدة على بعضها) حتى تصل إلى منطقة التداول في بورسعيد.
وإذا كان للمشروع كما أشرنا أسباب سياسية تتعلق بمحاولة تقديم بدعم دولى لحكومة نتياهو، فإن له مخاطر مرتبطة بالواقع السياسى أيضاً، لأن الخط الجديد يمر داخل أكثر من دولة وتلك مخاطرة كبيرة في ظل توتر العلاقات والحروب والنزاعات سواء بين بعض بعض الدول وبعضها أحياناً أو داخل بعض الدول نفسها أحياناً أخرى، أما في الحالة البحرية فتكون العلاقة بين نقطتين والمسافة على طريق دولى.
وبالطبع سيرد المرجفون على هذه الحقائق بأنها مجرد تطبيل من بعض الخبراء للنظام المصري الحاكم، ولكن يبقى السؤال هو لماذا لم تشارك تركيا في هذه اللعبة مثلما شاركت من قبل، هل أدرك رجب طيب اردوغان وهو الرجل الذى تثقون في قدراته السياسية والاقتصادية أن مصر مكملة في طريقها ومن يعاديها هو الخاسر، ولنفس السبب سعى إلى لقاء السيسي في الدوحة ثم على هامش قمة العشرين ذاتها ؟؟ سؤال غير برئ واجابته تثبتها الوقائع على الأرض.

مساحة إعلانية