مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب : الوجه الآخر لقانون الإيجار القديم

2025-05-15 03:58 AM - 
إيمان بدر تكتب : الوجه الآخر لقانون الإيجار القديم
وسط البلد - ارشيفي
منبر


الثروة العقارية باتت مهددة بالانهيار والاستثمار العقاري يتراجع


توقعات بتدخل الرئيس من أجل مراعاة البعد الاجتماعي والحالات الخاصة


لا يختلف اثنان علي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول رئيس يقتحم ملف العشوائيات والعشش والسكن الغير أدمي الذي عاني منه آلاف وربما ملايين المصريين لعقود طويلة، وهو أول رئيس مصري يرفع شعار ( بيعايرونا بفقرنا بس أنا مش هسكت) وفي عهده تحولت الشعارات إلي بنايات شاهقة وأحياء ملاءمة توفر سبل الحياة المحترمة والمقبولة لأسر كانت تسكن في أحضان الجبال وتتدحرج فوق رؤوس أبناءها الصخور القاتلة، ومن ثم استبعد الجميع فكرة أن يطرد مواطن من شقته في عهد هذا الرئيس الإنسان، ويكفي أنه أتاح لمن لا يستطيع البقاء في الوحدة السكنية المستأجرة بعد مرور الخمس سنوات المقررة، أتاح له أن يحصل علي شقة من شقق الدولة، ولكن برزت هنا تساؤلات من نوعية هل يستطيع مواطن نشأ وتربي وعاش عمره في منطقة مثل الزمالك أو وسط البلد أن يكمل حياته في الاسمرات - مع الاحترام لكل منطقة وسكانها - ولكن هناك عنصر لا يمكن إغفاله هو البعد الاجتماعي.
وعلي جانب آخر يصرخ المالك مؤكداً أن الشقة في هذه الأحياء الراقية لا يتجاوز ايجارها ٥٠ جنيه، رغم مساحتها الضخمة، ويطرح الملاك مشكلات تصل إلي أن هذه العمارات الفاخرة التي تعد تحف معمارية باتت مهددة بالانهيار والتصدع وهو ما ينذر بكارثة تهدد حياة الناس وتهدد مناطق بأكملها بسبب سوء أو إنعدام الصيانة لأن المالك أو أولاده وربما أحفاده توقفوا عن إجراء أعمال الصيانة للمباني بسبب ضآلة قيمة الإيجارات و المستأجر الأصلي توفاه الله وأحفاده أجروا الوحدات من الباطن وانتقلوا إلي السكن في المدن الجديدة أو ربما هاجر بعضهم إلي الخارج واغلقوا الشقق وبالطبع يرفض هؤلاء أو من استأجر من الباطن لصالحهم أن يساهم في الصيانة لأنه في الأغلب مستأجر مفروش أو لمدة قصيرة ولا يعنيه صيانة العقار، علما بأن هذا الخطر لا يهدد العقارات فقط ولكن يهدد الثروة العقارية بأكملها لأن الاحياء الراقية والتي تصل فيها أسعار متر الأرض إلي مبالغ ضخمة تحولت إلي استثمارات متجمدة ومتوقفة لأن غالبيتها إيجار قديم محظور التصرف فيه، بينما المدن الجديدة مازال أمامها سنوات طويلة حتي ترتفع قيمتها السوقية وتصل لنفس المستوى، كما أن توصيل الخدمات والمرافق إليها يتطلب أموال صخمة، وتظل الأمور تدور في هذه الدائرة المفرغة بدون فائدة لأن المناطق التي يرتفع عليها الطلب سواء من الساكن العادي أو المستثمر - موقوف حالها لأنها إيجار قديم - والمدن الجديدة مازالت غالبية شققها خالية ومغلقة بسبب بعد المسافة وغياب الخدمات والمرافق.
ولعل أبرز ما يميز مشروع القانون الجديد ويعد من ايجابياته هو تحديد مدة الخمس سنوات كفترة انتقالية، لأنه خلال هذه الفترة يستطيع المستأجر الأصلي - إن كان علي قيد الحياة - أن يجد شقة صغيرة مناسبة له وليس منطقياً أن يتزوج أبناؤه وأحفاده معه في نفس الشقة، لمجرد أن ايجارها منخفض، علما بأن ارتفاع معدلات الطلاق بين الازواج الشباب يعود غالباً إلي الزواج في شقة ( بابا وماما) ومن ثم تغيب فكرة الخصوصية للزوجين وتتصاعد الخلافات.
وبشكل عام يتوقع الخبراء أن يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي ليوجه كالعادة بمراعاة البعد الإنساني والاجتماعي للحالات الإنسانية الخاصة من كبار السن والمرضى، لأن الرئيس الذي رفض ترك الناس يعيشون في العشش الخشبية لن يقبل أن يلقي أب أو جد مسن أو زوجته العجوز في الشارع.

مساحة إعلانية