مساحة إعلانية
الرئيس رد بذكاء علي نوايا الإسرائيليين تجاهنا
رد علي مسئول إسرائيلي تحدث قبلها بساعات عن فتح المعابر ولماذا ألمانيا تحديداً
قصة صحفيين أحدهما أعطي قبلة الحياة لنتنياهو لينقذه والآخر رفع عليه الكرسي ليضربه
قبيل ساعات من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمستشار الألماني اولاف شولتس كانت جريمة القصف الإسرائيلي الخسيس لمستشفي المعمداني في غزة أو بالأدق آخر مستشفي بقيت في غزة كان المدنيين الفلسطينيين يلجأون إليه لعلاج الأطفال والنساء والعجائز، ولن استخدم عبارة من مفارقات القدر التي أوردها في كتاباتي دائماً ولكن الأدق أن نقول من سفالات الكيان الصهيوني الارهابي القاتل أن يتزامن ذلك مع مؤتمر صحفي عقده أحد مسئولي الجهات الأمنية أو لنقل الإرهابية الإجرامية في حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وخلال المؤتمر التمثيلي سأله أحد الصحفيين بالإنجليزية وضع خطوطاً كثيرة تحت كلمة باللغة الإنجليزية وليس العبرية عن قتل الاطفال واستهداف المدنيين العزل، فأجابه السفاح الذي يعف القلم عن ذكر إسمه أنه لا توجد قوات مسلحة في العالم تحذر المدنيين وتناشدهم الإخلاء قبل القصف إلا القوات الإسرائيلية الطيوبة العسولة، ولكن حماس الشريرة هي التي تمنعهم من الرحيل، واستكمالا للتمثيلية الفاجرة تساءل الصحفي مستنكرا صارخاً وإلي أين سيذهبون إذا كانت الدول المجاورة ترفض أن تفتح لهم الحدود، ليرد المسئول بدون تفكير: لقد أثرت نقطة هامة وهي أن الدول العربية المجاورة هي التي ترفض استقبالهم، بمعني أنها هي التي تحاصرهم، وإذا بالصحفي يواصل أداءه المبالغ فيه لقد انتخبتك في المرة السابقة ولكني لم أفعل ثانية.
وتعليقا علي ما سبق لا أجد كلمة مهذبة إلا كلمة ( يا خلاسى) حتي لا انزلق إلي المصطلح الذي استخدمه باسم يوسف، لأن الصحفي المتواطئ أعطي قبلة الحياة لحكومة نتنياهو وأصبحت أقصي عقوبة يمكن أن تواجهها هو ألا ينتخبها شعبها الكيوت الطيب، وهو مصير رائع مقارنة بما يستحقه هؤلاء المجرمون من الإعدام رميا بالرصاص أو السجن مدي الحياة نظير جرائمهم النكراء ضد الشعب الأعزل من ناحية وجرائم الفساد والتخريب ضد دولتهم المغتصبة من ناحية أخرى، بل وصدق الكاذب نتنياهو حين قال إنه لم تعش لليهود دولة أكثر من مئة عام، علي مر الزمان، وكأنه يستعجل نهاية هذا الكيان البغيض علي طريقة ( يا رايح كتر من الفضايح)، ما فعله هذا الصحفي الإسرائيلي الذي لعب دوراً هزليا في تمثيلية رخيصة لتجميل وجه حكومة ملوثة بالدماء وحرصه علي الحديث بالإنجليزية ليفهم الجميع أنها حكومة طيوبة حنونة تحرص علي حياة الفلسطينيين وتعطيهم إنذار ومهلة للرحيل بينما يحاصرهم جيرانهم العرب، هذا الموقف الخسيس ذكرني علي النقيض بمشهد شديد الرجولة لأن الاشياء تعرف بنقيضها، وهو موقف الصحفي المصري البطل الزميل السيد هاني الذي كان قد حضر مؤتمر صحفي في باريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إبان أولي حكوماته قبل حوالي ربع قرن ووقتها لم يتمالك الصحفي الحر أعصابه إلا وهو يرفع الكرسي علي هذا النتن قائلا له: إنت كذاب وافاق.
وفي سياق متصل جاء المستشار الألماني ( شولتس) إلي القاهرة ليستكمل محاولات غسل الدماء بالمزيد من الأكاذيب فكانت رسائل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمرصاد في وضوح كاشف قال إننا لا نرفض فتح المعبر بهدف حصار الشعب الفلسطيني كما يحاول هؤلاء تزييف الحقائق، ولكن في حالة انتقال فكرة المقاومة من غزة إلي سيناء ستتحول أرض الفيروز إلي قاعدة للمقاومة وبالتالي هدف للجيش الإسرائيلي ليضرب سيناء أو يحتلها دفاعاً عن نفسه، لأن الهدف الأساسي والأول للكيان الصهيوني هو أرض الميعاد وجبل الطور وموقع التجلي الإلهي الأعظم لكليم الله ونبيه موسي عليه السلام أو موشيه بلغة هؤلاء.
ولعلها ليست مصادفة أن يوجه السيسي رجل المخابرات هذه الرسائل ليكشف للعالم أننا نفهم اللعبة جيداً، في حضور مسئول الماني والأخير يعرف هو الآخر الكثير عن كيفية قيام الدولة الصهيونية علي أشلاء ضحايا جرائم التطهير الطائفي والإبادة الجماعية، وشاركت بلاده في إرتكاب جريمة أشد بشاعة من الهولوكوست حين قررت التخلص من سموم الصهاينة باجلاءهم وتجميعهم في أرض العرب، ليستحلوها نيابة عنهم بالوكالة لصالح الصهيونية العالمية ومافيا تجارة السلاح التي تحكم العالم.
ليبقي السؤال الأكثر ذكاءً والذي طرحه السيسي خلال نفس المؤتمر هو لماذا لا يتم إجلاء المدنيين إلي صحراء النقب حتي تنتهي اسرائيل من مهمتها المزعومة لتصفية حماس، والسؤال الأهم الذي تناوله الرئيس المصري أيضاً هو من الذي سمح بتسليح حماس دون أن يسمح بتسليح السلطة الفلسطينية الشرعية، وكأنه يعيدنا إلي نظرية لماذا سلحت أمريكا الأفغان والمتأسلمين واطلقت علي الإرهابيين لفظ المقاتلين لتمكنهم من هزيمة الجيش الروسي أو السوفيتي آنذاك، وكيف انهزم الجيش الأمريكي بكل قدراته فيما بعد أمام نفس الجماعات الإرهابية التي صنعها داخل أفغانستان وترك لهم كابول مرتع للإرهاب ومركز لتصدير الإرهابيين إلي دول المنطقة.