مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب :روشتة علمية لحل أزمات اللحوم والدواجن قبل حلول عيد الأضحى

2024-05-17 16:10:10 - 
إيمان بدر تكتب :روشتة علمية لحل أزمات اللحوم والدواجن قبل حلول عيد الأضحى
منبر

❐ ارتفعت أسعارها بسبب انتهاء الصوم المسيحى والفاو تؤكد انخفاض نصيب المواطن المصرى من البروتين الحيوانى

❐ مطلوب التوسع فى صناعة الأعلاف والأدوية والأمصال محليًا ومواجهة السوق السوداء فى هذا القطاع


كان متوقعًا أن ترتفع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن خلال الفترة الحالية لعدة أسباب فى مقدمتها انتهاء الصوم المسيحى وحلول أعياد الربيع واقتراب عيد الأضحى المبارك، ناهيك عن حملات مقاطعة الأسماك التى تصب فى مصلحة ارتفاع الطلب على اللحوم والدواجن، وبالرغم من ذلك يؤكد القصابين “ الجزارين” أنهم يعانون من انخفاض القوة الشرائية وعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم وفى مقدمتها أجور العمالة وايجارات المحلات والمرافق ناهيك عن ارتفاع أسعار العجول البلدى الحرة والمنافسة القوية من اللحوم المستوردة والشوادر التى تقيمها الجهات الحكومية، وبالرغم من كل ذلك أكدت منظمة الفاو إنخفاض نصيب المواطن المصرى من البروتين الحيوانى بشكل يمثل خطر على صحة الأجيال الحالية والقادمة. 
وللوقوف على الأسباب العلمية وفقًا للأبحاث التى يجريها أساتذة كليات الزراعة، يمثل قطاع اللحوم الحمراء أحد الأنشطة الإنتاجية التى تحتل مكانة مهمة بين قطاعات الإنتاج الحيوانى، كما تستوعب مشروعات إنتاج اللحوم الحمراء العمالة وتوفر فرص العمل للمواطنين، ومن ثم يتعين على الدولة توجيه المزيد من الاهتمام لمربى الماشية المصرى، وليس التركيز فقط على الاستيراد من الخارج، بشكل يضر بالاستثمارات المحلية المليارية فى هذا القطاع، الذى لا يقتصر على المزارع فقط ولكن يمتد إلى المجازر والثلاجات التى تقدم منافع زمنية وشكلية للحوم الحمراء المذبوحة.
وفى هذا السياق تناولت العديد من الأوراق البحثية أفكار تتعلق بالتوسع فى استخدام المخلفات الزراعية كمصدر علفى يساعد فى تنمية إنتاج اللحوم حيث يوجد أكثر من ٢٠ مليون طن مخلفات زراعية يمكن تحويلها إلى أعلاف لسد الفجوة العلفية.
ولا يقتصر الأمر على نقص الأعلاف ولكن تواجه قطاع الانتاج الحيوانى عدة مشكلات وتحديات فى مقدمتها عدم وجود قاعدة بيانات مفصلة ودقيقة تربط بين حلقات مشروعات إنتاج اللحوم الحمراء( مزارع
اللحوم الحمراء، الأعلاف بأنواعها المختلفة، والأدوية والأمصال، والمجازر).
ومن ثم يتعين الاهتمام بمشروعات إنتاج اللحوم الحمراء،
بالتوازى مع التوسع فى إنشاء مصانع الأعلاف، وتحسين السلالات من قبل مراكز البحوث المتخصصة، وتطوير المجازر القائمة وإنشاء مجازر آلية جديدة وثلاجات ضخمة مطايقة للمواصفات من أجل رفع الكفاءة الانتاجية وتقليل الهدر، كما يجب الاهتمام بمشروع البتلو، والعمل على خفض أسعار مستلزمات الإنتاج بصورة كبيرة وخاصة السلالات المستوردة والأعلاف بأنواعها.
ومن اللحوم الحمراء إلى البيضاء، حيث  بلغ استهلاك مصر من لحوم الدواجن نحو 200 ألف طن دواجن شهريًا، وبالرغم من أن مصر لديها إكتفاء ذاتى من الدواجن وبيض المائدة ولكن مازالت الأسعار غير مستقرة وتدور حول معدلات مرتفعة حيث يصل سعر الدجاجة المتوسطة إلى 200 جنيه فى الأحياء الشعبية والأقاليم، ودائمًا ما يؤكد المربين ومعهم الخبراء الرزاعيين على أن مشكلة نقص الأعلاف من أهم المشاكل التى واجهتها صناعة الدواجن، والتى أثرت بالسلب على معدلات الانتاج من اللحوم والبيض، حيث تسببت الحرب التى بين روسيا وأوكرانيا فى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتضخم أسعار علف الدواجن، الأمر الذى دفع بعض المزارع إلى وقف الإنتاج والبعض الآخر إلى اعدام المفرخات الصغيرة بسبب عدم توافر العلف، ليصبح التحدى الأكبر هو اعتماد مصر على الأعلاف والأدوية المستوردة من الخارج لأنه فى حالة حدوث مشاكل فى الدول الموردة ستتأثر صناعة الدواجن فى مصر.
وعلى ذكر الأدوية والأمصال المستوردة يعانى هذا القطاع فى كل عام من حلول فصل الصيف من ارتفاع نسب نفوق الطيور نتيجة حرارة الجو، ناهيك عن انتشار الأمراض الوبائية، حيث تعد أزمة مرض أنفلونزا الطيور من أخطر الأزمات التى تعرضت لها صناعة الدواجن منذ عام 2006 حتى الآن، حيث تتكرر كل عام.
وإذا كانت مشاكل الدولار التى تهدد هذه الصناعة وتؤثر بشكل كبير فى صناعة الدواجن، مثل غيرها من الصناعات فإن السوق السوداء ليس قاصرًا على الدولار فقط، ولكن ظهرت حاليًا سوق سوداء لمكونات العلف من ذرة وفول صويا مما أدى لتفاقم المشاكل فى صناعة الدواجن.
وقد أدت هذه المشاكل بحسب آراء المحللين الاقتصاديين إلى توقف العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة عن تربية الدجاج لعدم قدرتهم على توفير العملة الصعبة لشراء العلف،
وليست مشاريع تربية الدواجن فقط هى التى تعرضت للتدهور الكبير فهناك صناعات كثيرة أخرى مرتبطة بصناعة الدواجن أصيب بالتدهور أيضا أبرزها صناعة الأعلاف، التى ينبغى تشجيعها كبديل للأعلاف المستوردة ليس فقط لسد الفجوة فى العلف ولكن لضخ المزيد من الاستثمارات وتحريك عجلة الانتاج وتوفير فرص عمل.

مساحة إعلانية