مساحة إعلانية
❐ خفايا تراجع البحر وإغلاق الشواطئ في بورسعيد وجمصة
❐ حقيقة العلاقة بين انحسار البحر وبين زلازل كريت وليبيا وقبلها تركيا وسوريا
قبل حوالي عام ونصف العام وتحديداً في فبراير ٢٠٢٣ ضرب زلزال مدمر دولتي تركيا وسوريا، ووقتها خرجت علينا تحذيرات من تعرض منطقة شرق البحر المتوسط لموجات زلازل عنيفة، وطرحت تساؤلات من نوعية هل مصر وسواحلها المطلة علي البحر المتوسط بعيدة عن هذا الخطر والسؤال الأهم هو لماذا غضبت الطبيعة وكيف يمكن السيطرة علي غضبتها، تلك التساؤلات تكررت مع الزلزال الذي تعرضت له جزيرة كريت اليونانية شرقاً بالتزامن مع زلزال آخر ضرب سواحل ليبيا غربا بالقرب من مدينة درنة، حيث عرف الأول بزلزال البدر والثاني بزلزال الجبل الاخضر، فعادت التساؤلات تتكرر والمخاوف تتصاعد، وذهب البعض إلي التحذير من موجات تسونامي لأن تلك الظواهر تحدث كتوابع لزلازل في البحر أو المحيط وليست زلازل اليابسة.
بالتزامن مع ذلك أصدرت الدولة المصرية قرارات بإغلاق بعض شواطئ بورسعيد وجمصة، بسبب جزر مياة البحر، ووقتها نشرت صفحات السوشيال ميديا آراء قديمة لبعض العلماء أكدوا أن الزلزال حين يحدث تحت قاع البحر تتحرك كمية هائلة من المياة بشكل عمودي صعوداً وبصورة مفاجئة مما يفقد سطح البحر حالة الاستقرار، وينتج عن ذلك أمواج دائرية متلاحقة تنطلق من مركز الزلزال نحو الشواطئ القريبة وربما البعيدة بحسب قوة الزلزال، ولكن قبل وصول الأمواج تتراجع المياة إلي عرض البحر لتكشف اجزاء من قعر البحر حيث تظهر الأسماك والأصداف، ويتسارع المصطافين إلي التقاط صور لها دون أن يعلموا بخطورة الأمواج القادمة، وهو ما دفع الحكومة إلي اتخاذ إجراءات احترازية استباقية بإغلاق الشواطئ، تحسباً لأي خطر، حتي أجري علماء الجيولوجيا والبحوث الفلكية وخبراء الأرصاد أبحاثهم التي أكدت أن تراجع المياة في شواطئ بورسعيد وجمصة هي موجات جزر عادية لا علاقة لها بالزلازل، ولكنها مرتبطة بحركة القمر ، كما تأكد عدم وجود أي نشاط زلزالي بالقرب من السواحل المصرية، كما أن مصر ليست ضمن حزام الزلازل ومن غير المتوقع أن تدخل في نطاق هذا الوضع التكتوني والصفائح التكتونية المكونة له خلال الحقبة الجيولوجية الحالية، علما بأن الفارق الزمني بين كل زلزال وآخر في هذه المنطقة يصل إلي ٥٠٠ عام.
وفي هذا السياق يحسب للنظام الحالي أنه لا يدخر جهدا لتأمين حياة المواطنين، بدليل ما حدث في شاطئ النخيل بمنطقة العجمي بالإسكندرية الذي ظل لسنوات يعرف بشاطئ الموت وفي كل موسم صيفي كنا نقرأ عن وفيات نتيجة الغرق لعشرات المصطافين أغلبهم أطفال وشباب، حتي قررت الدولة التدخل بشكل علمي لأن إغلاق الشاطئ لا يحمي من تسلل البعض ممن يتحدون اقدراهم، وبالفعل تم اغلاقه ولكن بشكل مؤقت واقيمت الحواجز الصخرية اللازمة للسيطرة علي حركة الدوامات والتيارات البحرية الشديدة ليستمتع الناس بالمصيف حالياً بسلام في هذا الشاطئ.
وبالعودة إلي التساؤلات المطروحة حول إمكانية السيطرة علي غضبة الطبيعة لم تكتفي الحكومة بالاهتمام بالسواحل الشمالية والشرقية فقط، ولكن الأيادي المنقذة امتدت إلي أقصي الجنوب وأقصي الغرب، وبما أننا نعيش أجواء ذكري ثوره يوليو المجيدة، نذكر أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر اتجه إلي هذا الأمر حين قرر بناء السد العالي للسيطرة علي مياة الفضيان وتخزينها وحماية مصر من أخطاره، ولكن مع زيادة كميات الأمطار الغزيرة وقوة تدفق واندفاع المياة بات السد نفسه مهدداً، فسار الرئيس عبد الفتاح السيسي علي نفس الدرب لترويض الطبيعة وتحويل المحنة الي منحة، وبدلا من أن يتصدع السد العالي وتغرق قري أسوان وأبو سمبل السياحية، في ظل موجات الطقس السيء الحالية التي أغرقت قري السودان وتهدد سد النهضة الاثيوبي بالانهيار، كان السيسي أسرع حتي من الطبيعة، فقام بإزالة جبال كاملة في توشكي لتمتلأ المنطقة ببحيرات قادرة علي استيعاب المياة الزائدة والتخفيف عن بحيرة ناصر، كما قام بتبطين الترع حتي لا تتآكل جدرانها وتغرق القرى، ناهيك عن سحارة سرابيوم العملاقة لتخزين المياة والنهر الصناعي جنوب الضبعة غربا، وبدلاً من أن تختفي مدينة أبو سمبل السياحية بسبب موجات الطقس السيء لم يستغرق إغلاق المعبد إلا ساعات قليلة، عادت بعده الحياة إلي المدينة الجميلة وكل مدن وقري أسوان السمراء التي لم تتأثر بما حدث بفضل الله وجهود النظام الواعى.