مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب: قمة البحرين مشاركة عربية في رسم خريطة النظام العالمي الجديد

2024-05-16 13:46:41 - 
إيمان بدر تكتب: قمة البحرين مشاركة عربية في رسم خريطة النظام العالمي الجديد
الرئيس السيسي اثناء وصولة البحرين
منبر

ما أهمية انعقاد قمة عربية في توقيت تتداعى فيه الظروف السيئة على الأمة العربية، من دول تنهار وتتفكك وتمزقها الحروب الأهلية والصراعات الداخلية إلى احتلال يمتد عمره لأكثر من سبعين عاما ينخر في الجسد العربى، لا يطمع فقط إلى تهجير الفلسطينيين أو حتى ابادتهم وسرقة وطنهم وأرضهم ولكن يتطلع إلى أن ينتشر كالسرطان في ما تبقى من الدول العربية، تارة بالاحتلال والضربات العسكرية وتارة أخرى بزرع الفتن والانقسامات والمؤامرات وتسليح الجماعات الإرهابية وتارة ثالثة بالسيطرة على منابع المياه وسرقة الأنهار والثروات النفطية من الأراضي والمياة العربية.
نعلم أن حكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية المتطرفة ماهى إلا حكومة حرب مهمتها تصفية القضية الفلسطينية، وحين وقفت لها مصر بالمرصاد واجهضت مخطط تهجير الفلسطينيين قسراً بدأت مخطط التهجير طوعاً عن طريق ميناء بحرى بالضفة الغربية، مثلما استطاعت من قبل إتخاذ خطوات مشبوهة في اتجاه تهويد القدس وجعلها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال البغيض، الذى حلت ذكرى نكبتنا به في نفس اسبوع انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة.
وفي ظل هذه الأجواء الدامية ماذا فعل العرب لأنفسهم واقصاهم وماذا يمكنهم أن يفعلوا للحفاظ على ما يمكن أن يتبقى من حقوق شعوبهم وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الجريح الذي مازلت دماءه الذكية تنزف وأرواح شهداءه وأطفاله الطاهرة تستصرخ ضمير العالم الإنسانى أجمع وليس العربى فقط.
يؤكد الخبراء أن انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية تحديداً للمرة الأولى في تاريخها يحمل في حد ذاته رسائل للعالم، حيث تعد البحرين إحدى دول الخليج النفطية الثرية التى تواجه تحديات وتحرشات من النظام الإيراني، أحد أدوات الصهيونية العالمية لتفتيت الدول العربية ومن ثم يحمل المكان رسائل مفادها أنه مازالت دول القلب الصلب وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت تمثل قوة متوحدة في مواجهة التحرشات الخارجية، كما أن لدى هذه الدول اوراق ضغط اقتصادية تتمثل في سلاح النفط والغاز الطبيعي، ناهيك عن سلاح أشد قوة وهو الانفتاح على مراكز القوة الجديدة القادرة على تحدى الصلف الأمريكى والأوروبي، وأبرزها روسيا والصين والهند وباقي دول مجموعة البريكس.
وعلى ذكر هذه الدول التى تفتح الباب أمام نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب، وتتجه بخطى واثقة نحو نهاية عصر القطب الأمريكى الأوحد، يتعين أن نذكر النجاحات التي حققتها القمة العربية الإسلامية التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض في العام الماضي، حيث استطاعت أن تحقق رأى عام عالمى داعم للقضية الفلسطينية وتغيرت مواقف دول أوروبية وشرق أوسطية كانت داعمة لإسرائيل، بدليل أن دولة مثل فرنسا صوتت لصالح انضمام فلسطين للأمم المتحدة، بل وحدث إجماع عالمى حول هذا المقترح ووقفت أمريكا وحدها تستخدم الفيتو فيما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت بينما التف العالم أجمع حول الحق الفلسطيني، وحينما واجهت محكمة العدل الدولية واشنطن بمسئوليتها عن جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين العزل لم تجد عاصمة الحقوق والحريات إلا الانسحاب من المحكمة الدولية حتى لا تسرى قراراتها عليها، وهو ما يؤكد على حقيقة أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل يساوى انعزال الدولتين عن العالم، الذى لم يكتشف فقط بشاعة جرائمهم الصهيونية العنصرية ولكن أدرك أن مصالحه الاقتصادية والاستثمارية والاستراتيجية باتت في خطر، وأن مازالت هناك دول عربية وإسلامية ذات ثقل اقتصادى وسياسى قادرة على التوحد في مواجهة أمريكا وتابعتها إسرائيل، بدليل تغير الموقف التركى لصالح عودة العلاقات مع مصر من ناحية وعودة قطر إلى الحضن العربى من ناحية أخرى.
وعلى جانب آخر لا ينبغي أن تتوقف الدول العربية والإسلامية عند حد بيانات الشجب والادانة والرفض، ولا تكتفي أن تنعقد الاجتماعات في مواعيدها الدورية العادية، ولكن لابد من أن تكون في حالة انعقاد دائم وتنسيق مستمر لاتخاذ مواقف قوية على الأرض، وإذا فشلت محاولات الضغط على أمريكا للتخلى عن دعم إسرائيل، فلابد من الضغط على العالم الخارجي لإتخاذ مواقف إدانة ضد الدولتين لما بينهما من علاقات دينية عنصرية تصب في اتجاه أهداف الصهيونية الماسونية التى تكشفت حقيقتها أمام الجميع ويتعين على الإعلام العربي وقنواته ذات الانتشار العالمى أن تواصل فضح هذه الدول التى تحكمها عصابات إرهابية، علما بأن الأمر ليس مستحيلاً ولدينا سوابق محققة على الارض، بدليل أن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات استطاعت إجبار أمريكا وأوروبا عام ٢٠١٣ على الاعتراف بنظام ثورة المصريين في ٣٠ يونيو، حينما لوح الراحل الأمير سعود الفيصل ومعه الوزير الاماراتى عبدالله بن زايد بسحب الاستثمارات المملوكة للدولتين في امريكا وأوروبا، وكذلك حين ضغطت جنوب افريقيا باستخدام سلاح محكمة العدل الدولية لوح الرئيس الأمريكي جو بايدن بإمكانية تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل، وبالرغم من أنه قد تراجع بسبب الضغوط الانتخابية والمنافسة مع خصومه الجمهوريين في الكونجرس على الكيان الصهيوني ولكن علينا أن نفعل دور اللوبى العربى والاسلامى في أمريكا للضغط على الدولة في مواجهة اللوبى اليهودي، علما بأن بعض اليهود الأمريكان قد تأثروا بالفعل بما يحدث وبالصور التى تنقلها وسائل الإعلام العالمية ذات رؤوس الأموال العربية، بدليل تظاهرات حاشدة نظمها الأمريكان والأوروبيين ومن بينهم يهود أعلنوا رفضهم للفكر الصهيوني وممارساته العنصرية الدموية، ومن ثم يتعين على الإعلام العربي والمفكرين والمثقفين إعادة إحياء فكرة الفصل بين ما هو يهودي وما هو صهيوني

مساحة إعلانية