مساحة إعلانية
*خفايا محاولات تشويه انتصار المصريين فى أكتوبر 73 بدأت بالإعلام الصهيونى وتتواصل الآن بمسرحيات حماس وإيران.
* حقيقة إعادة إحياء مشروع جيورا آيلاند لتوطين اللاجئين من التيارات المتأسلمة فى سيناء وفى نفس المواقع التى تم تطهيرها من الدواعش والإخوان.
*الربط بين 6 أكتوبر 73 وبين 7 أكتوبر 23 أو 1 أكتوبر 24 محاولات يائسة ولا مقارنة بين حرب حررت الأرض كاملة
وبين ضربات متفق عليها مسبقًا لم تحرر مستوطنة واحدة.
منذ سنوات ومع ظهور لعبة التريندات الفيس بوكية كتبت نصاً إن الهدف هو إغراق المجتمع فى حالة من التفاهة، وتوجيه الرأى العام نحوها لإلهاءه عن قضايا مصيرية، بعدها بفترة تم عرض فيلم "الكاهن" الذى إقتحم الملف بعمق وأكد على أن هناك من لا يكتفون بتوجيه الرأى العام بل يعيدون صياغة العقل الجمعى للمجتمعات، حتى تنصرف عما يحاك لها من مؤامرات على يد نفس من يمسك بالريموت كنترول ليدير مواقع السوشيال ميديا، ووقتها كانت التريندات من نوعية " عيد ميلاد سيدات النادى الراقى المسنات والتورتة على شكل أعضاء جنسية" ثم مراحل تطور العلاقة بين حسام حبيب وشيرين عبد الوهاب، ولكن حين يتطور الأمر للتشكيك فى معركة العزة والكرامة، والانتصار الوحيد الذى حققه العرب على الصهاينة فى تاريخ العالم أجمع، علينا أن نتوقف ونعود إلى عصر ما قبل التريندات، وقتما كان التليفزيون الإسرائيلى يستهل شهر أكتوبر بعرض أفلام تروج أكاذيب عن مصر ورجالها ويشكك فى إنتصارها، ومن الغرائب بالنسبة للبعض أن نفس هذه الأكاذيب روجها قيادات حركة حماس وقيادات حزب الله، وهو أمر ليس مستغربًا لكاتبة هذه السطور ببساطة لأن حماس الذراع العسكرى لجماعة الإخوان التى أسسها الاحتلال البريطانى وظلت تتآمر على المصريين وتعادى الجيش المصرى حتى اللحظة، أما حزب الله فهو الذراع اللبنانى لنظام الخومينى الإيرانى الذى لا يجاهر بطمعه فى إعادة إحتلال الدول العربية واستعادة أمجاد الفرس فقط، بل ويجاهر أيضًا بكراهيته لنصر أكتوبر تحديدًا، ويعلق على أكبر شوارع العاصمة طهران، لافتة تحمل إسم الارهابى المتأسلم قاتل بطل الحرب والسلام الرئيس الشهيد أنور السادات شخصيًا، ولعلها ليست مصادفة أن تتم عملية الاغتيال إبان الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر عام 81، فى محاولة صريحة لإفساد فرحة النصر، تمامًا مثلما نفذت حركة حماس عمليتها المزعومة "طوفان الاقصى" فى يوم 7 اكتوبر2023، على طريقة " إحنا كمان بنعرف نعمل انتصارات اكتوبرية"، علمًا بأن المخابرات الاسرائيلية التى اخترقت طهران نفسها وقتلت رئيس الحركة إسماعيل هنية فى غرفة نومه، تركت لهم بوابات المستوطنات مفتوحة بل وعطلت الجساسات الاليكترونية المثبتة عليها لتمنكنهم من أخذ رهائن، أو بالأدق ليمنحون لحكومة بنيامين نتياهو المتعطشة للدماء وإعادة التخريب، قبلة الحياة ليس فقط ليستمر فى الحكم بعدما كان مهددًا بالإقالة والمحاكمة، ولكن ليجد ذريعة كى يجتاج غزة بحجة البحث عن الرهائن، ليبقى السؤال هو كيف لمن وصل إلى قيادات حزب الله فى عقر ديارهم وإلى القيادى الحمساوى فى قلب طهران أن يعجز عن تحرير رهائنه.
وفى سياق متصل يدافع البعض عما يسمونه المقاومة مستندين على تصريح "نتنياهو" نفسه بأن حماس وحزب الله ومن خلفهم إيران يقتلون الإسرائيلين المدنيين خاصةً فى القرى المتاخمة للحدود مع جنوب لبنان، فهل يتآمر الصهيونى المتطرف على شعبه ليقتله، وكأنهم لا يقرأون التاريخ القريب ولا يتحركون من أكتوبرإلى 11سبتمبر حين قتلت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية الأبرياء فى برجى التجارة ليجد الجندى الأمريكى مبررًا لاحتلال العراق، وعلى ذكر فكرة المبرر للإحتلال أو الدافع للجريمة يجمع المحللون العسكريون على أنه لا قتال بدون عقيدة، وأن الجندى حين لا يجد عقيدة يقاتل من أجلها قد ينسحب أو ينتحر كما فعل جنود إسرائيلين بل وتقدمت قيادات من جيش الاحتلال باستقالتها، ومن ثم كان يتعين على "نتنياهو" إيجاد مبرراً يخلق تلك العقيدة، بدءًا من تحرير الرهائن لاجتياح غزة، ثم إنقاذ المدنيين الإسرائيلين من ضربات حزب الله، وبالمرة إعادة إحتلال جنوب لبنان مثلما تم إحتلال غزة من قبل، وتستمر مفارقات الزمن فى إختيار المواعيد الاكتوبرية حيث أجلت إيران ضربتها للرد على مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ومعه قيادات الحزب حتى اليوم الأول من أكتوبر، ليخرج علينا من يتباكون ويولولون زاعمين أن من لا يندب على قيادات حزب الله فهو ليس عربياً مخلصًا، علماً بأن الراحل نفسه كان مواليًا للفرس وبحسب ولاية الفقيه فإن إنتماءه للمرشد الإيرانى يفوق انتماءه للعروبة ولوطنه ولنفسه، أما المتباكين على إسماعيل هنية فولاءه هو الآخر لمرشد جماعة الإخوان الارهابية وفروعها وتنظيماتها الداعشية التخريبية.
وعلى خلفية ذلك يصبح لا مقارنة بين حرب حررت وطن ورفعت العلم المصرى على أغلى بقاع الأرض بعد خطة خداع استراتيجى أبكت عيون جولدمائير ثم عملية سلام أصابت مناحم بيجن بالجنون، وبين عمليات لم تحرر مستوطنة واحدة، بل فتحت قطاع غزة ثم الضفة الغربية ثم جنوب لبنان على مصراعيها أمام دبابات "نتنياهو"، وبعد أن كنا نطالب بإدخال المساعدات إلى أهالى غزة المحبوسين والمحاصرين حاليًا فى أقل من 20% من مساحة القطاع، أصبحنا نتمنى أن يكون التدخل البرى الاسرائيلى لاجتياح جنوب لبنان تدخلًا محدوداً ولا يتم إحتلال المنطقة بالكامل تمهيدًا للتوسع فى سوريا التى تتعرض حاليًا لضربات صامتة مكتومة إن جاز التعبير، لأن الجميع انشغلوا عنها بغزة ثم نسوا غزة بإختراق حزب الله وقتل قياداته، وقبلها اغتيال إسماعيل هنية فى قلب العاصمة الإيرانية طهران، والأخيرة لم ترد على اغتيال رئيسها شخصيًا وبدلًا من أن تعلن انحيازها للعرب فى صراعهم مع اسرائيل استدعى مرشدها على خامنئى الصراع السنى الشيعى، لمغازلة واشنطن قبيل الانتخابات الرئاسية بحثاً عن استكمال توقيع الاتفاق النووى الإيرانى مع ماما أمريكا، وحتى حين وجهت إيران ضربة إلى اسرائيل على سبيل حفظ ماء الوجه، إهتارت أن تكون ضربة محدودة أخطرت بها أمريكا مسبقًا ولم تسقط إلا شهيد واحد فلسطينى.
أما عن مصر وما يحاك ضدها من مؤامرات فالأمر لا يقتصر على التشكيك فى حرب اكتوبروالتشويش على احتفالات ذكرى الانتصار، ولكن كل ما يحدث حولنا من إشعال الحدود وإحراق الأرض المحيطة بنا للضغط على مصر لفتح سيناء وتهجير لائجين إليها سواء كانوا من حماس أو حزب الله، وكلتا الجماعتين لهما سوابق فى تنفيذ عميات ارهابية ضد مصر، أبرزها قضية خلية حزب الله الارهابية عام 2009 ثم إقتحام السجون وتهريب الارهابين وإطلاق سراح المجرمين لإثارة الفوضى فى مصر فى يناير 2011.
ومن مفارقات الزمان إلى مفارقات المكان حيث يسعى هؤلاء حاليًا لإعادة إحياء مخطط عرف فى ثمانينات القرن الماضى بخطة جيورا آيلاند، التى تهدف إلى توطين اللاجئين فى بقعة محددة من شمال سيناء التى كانت فى زمن الإخوان مرتعاً للدواعش وقيادات التنظيمات الجهادية العائدين بصفقة بين الأمريكان والإخوان، وتمكن الجيش المصرى من القضاء عليهم وتطهير سيناء وبدأت خطوات قوية وجادة لإعادة إعمارها، فإذا بهم يعاودون استدعاء المخططات لتحويل أرض الفيروز الى قاعدة للمقاومة المزعومة ما يتيح لاسرائيل فرصة لإعادة ضربها، ولكن هيهات طالما بقى الجيش المصرى وأحفاد أبطال أكتوبر الحقيقيين الذين شاهدهم العالم فى إحتفال الاكاديمية العسكرية والتى أكد الخبراء الاستراتيجيون أنها لم تكن حفلة ولكنها جزء من خطة الردع التى تجيدها مصر، والتى تحدث خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى عن خسائر قناة السويس من ضربات الحوثيين الموالين لإيران، والتى لم تلحق أى ضرر بإسرائيل بل ألحقت الضرر بمصر، لماذا؟؟ لأنهم لايريدون لهذه المنطقة أن تنهض وتحقق أهداف التنمية والإستقرار، ولأن الازدهار الاقتصادى والأمن الاستراتيجى وجهان لعملة واحدة.
وليحفظ الله مصر ليس فقط من الهجمات العسكرية والمؤامرات الاقتصادية، ولكن أيضًا من اندماج اللاجئين فى المجتمع ومحاولاتهم تغيير الهوية المصرية على غرار ما حدث قبيل احتلال الهكسوس لسيناء نفسها، كلها بالطبع تشابهات زمانية ومكانيةوتاريخ يعيد نفسه، ليكشف حقائق لم تعد خافية على من يعقلون ويذكرون كم من الدماء الذكية ارتوت بها هذه الأرض، والمجد كل المجد للشهداء وأبناءهم وأحفادهم ممن لا يرفعون أعلامًا إلا علم بلادهم.