مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
نبيل بقطر
احتفلت ايبارشية نجع حمادي وأبو تشت وفرشوط بالذكري السنوية العشرين لنياحة القمص عازر القمص ارسانيوس كاهن كنيسة السيدة العذراء بفرشوط وذلك بإقامة القداس الإلهي علي روحه الطاهرة صباح اليوم الأحد 30 يونيو 2024م بكنيسة السيدة العذراء مريم بفرشوط حيث رأس صلاة القداس نيافة الحبر الجليل الأنبا بضابا اسقف ايبارشية نجع حمادي وأبو تشت وفرشوط وتوابعها يشاركه لفيف من الآباء الكهنة وشعب الأبروشية وأسرة ابينا المتنيح ويسبق ذلك صلاة رفع بخور عشية مساء السبت 29 يونيو 2024م ، هذا ويعد القمص عازر القمص ارسانيوس كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بفرشوط من اشهر رجال الدين المسيحي في محافظة قنا و تحل هذه الأيام الذكري الـ20 لنياحته (حيث تنيح في 24 يونيو 2004م) ولقب برجل الصلاة والمبروك ويحتفل أبنائه ومحبيه بهذه الذكري كل عام منذ نياحته فهو صاحب سيرة عطرة يتحاكي بها الجميع لما له من شعبيه كبيرة في طول البلاد وعرضها فقد عرف عنه بساطته ومحبته وعلاقاته الطيبة وطاعته وخدمته التي استمرت اكثر من خمسة وخمسين عاما وهو من مواليد مدينة فرشوط شمال محافظة قنا وقد ولد باسم سيداروس في 7 / 5 / 1920 م ودرس الابتدائية القديمة ثم التحق بالكلية الإكـليريكية بالقاهرة وسيم كاهناً يوم الأحد الموافق 7 / 8 / 1949 م بتكليف من البابا الأنبا يوساب الثاني للأنبا ايرآم مطران الأقصر وتوابعها علي كنيسة السيدة العذراء مريم بفرشوط مع والده القمص أرسانيوس وأخيه القمص شنودة باسم القس “ عازر “ ومعناه “ الله يعين “ والقمص عازر نشأ وتربي في بيئة روحية لها علاقة وثيقة بالكنيسة فهو من أسرة عريقه تعرف بعائلة القمامصة حيث ان جده وابيه وابنه واخيه كهنة يخدمون مذابح الرب . كانت حياة القمص عازر صلاة وتسبحة وصيام لما بعد الغروب وحتي عند افطاره لا يأكل سوي القليل من الطعام الذي كان بسيطا ولم يكن هناك شيئا يمنعه من صلاة القداس ولا حتي المرض ففي أواخر أيامه حيث نال بركات المرض فكانت ساقاه متورمتان تنزان صديدا وكأنهما في زيت مغلي ومع ذلك كان يصر علي صلاة القداس في الصباح وأداء صلواته اليومية الخاصة التي كانت تبدأ بعد منتصف الليل فحين كان يعالج بإحدي المستشفيات الخاصة “ سان ماري “ بقنا وكانت حالته صعبة وطلب منه مدير المستشفي وهو احد الآباء الكهنة ان يستريح ولا يقوم بصلاة قداس يوم الأحد رفض واصر علي الصلاة وقال له “ انا مش عايز اتعالج “ وبالفعل نزل حتي السيارة بالكرسي المتحرك وقام بالصلاة وفي اثناء القداس كان كأنه شابا مليئا بالنشاط والصحة والحيوية فقد كانت حياته صلاة وكان يصلي للجميع وكانت صلواته بعمق ولا يشعر بما حوله فقد كانت كل حواسه ومشاعره نحو الله ففي احدي السنوات حدث زلزالا كبيرا وكان يسكن في منزل قديم ومتهالك وكان اهل الشارع واقاربه يصيحون ويصرخون وينادونه حتي ينزل ويخرج من المنزل ولا من مجيب وبعد انتهاء الزلزال قفزوا من احد المنازل المجاورة ودخلوا عليه فوجدوه يقف مصليا ولا يهتم بشيء . وكان كثير الزيارات للأديرة وبخاصة أديرة الأنبا بولا والأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر ودير الشهيدة دميانه بالبراري بدمياط ودير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وكانت له علاقات وثيقة مع رؤساء ورهبان هذه الأديرة وكانت له علاقة طيبة مع القديس البابا كيرلس السادس فمنذ عام 1950 م كان يتردد علي القمص مينا المتوحد ” البابا كيرلس السادس ”وكان يقضي معه فترات طويلة في الطاحونة وبعد جلوس القمص مينا علي كرسي البابوية كان يذهب إليه في البطريركية ويقضي معه الليل في التسبحة حيث كان قداسة البابا كيرلس يعلم بقدومه فيقول للخدام :”جهزوا الأوضة للمبروك “ وكان يقرأ الكتاب المقدس كاملا كل خمسين يوماً وعندما سئل عن ذلك قال: ” تسلمت ذلك عن قداسة البابا كيرلس السادس” وكان متضعا لا يرغب في رتب حتي انه في عام 1992م لم يكن يرغب في ترقيته قمصا وكان يقول : “السماء فيها أربعة وعشرين قسيسا” وبعد إلحاح من نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس اسقف نجع حمادي وفرشوط وأبو تشت نيح الله روحه في فردوس النعيم رضخ للأمر وأطاعه مثلما كان يطيعه في كل كبيرة وصغيرة وكان يقول دائما: “كلام سيدنا أمر علي رأسي من فوق” وكان أب اعترافه الأنبا مكسيموس اسقف بنها وبعد نياحته كان أب اعترافه القمص موسي أبو السعد راعي كنيسة الأنبا مقار بالبلينا نيح الله روحه وقد منحه الله بركات ومواهب كثيرة وقالوا عنه انه “ سفر مختوم “ وانه في بساطة قديسي القرن الرابع وقد تنيح يوم الخميس الموافق 24 / 6 / 2004 م الساعة الثامنة والنصف صباحاً بعد ان اكمل السعي وجاهد الجهاد الحسن وذهب لأحضان آبائنا إبراهيم واسحق ويعقوب صلواته وبركاته تكون مع الجميع .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
