مساحة إعلانية
كتب: حازم رفعت
عقدت الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج، بمشاركة مجلس الخدمات والتنمية بسنودس النيل الإنجيلي، لقاءً فكريًا بعنوان "الجمهورية الجديدة وثقافة التسامح".
جاء ذلك بحضور أعضاء من مجلس النواب، التنفيذيين، وقادة الفكر والرأي.
بدأ القس رفعت فكري، راعي الكنيسة ورئيس مجلس الحوار، بتقدير دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجمهورية الجديدة، التي تحمل معاني وقيم جديدة للمجتمع المصري. أكد أن ثقافة التسامح وقبول التعددية الفكرية والثقافية ضرورة حتمية، إذ التنوع سنة كونية، ويجب تعايش البشر رغم اختلاف ألوانهم، أديانهم، جنسياتهم، وأجناسهم.
ثم تحدثت الأستاذة ريهام الشافعي عن دور مصر في تعزيز التسامح والسلام الدولي، مستشهدة بقمة السلام في أكتوبر الماضي كدليل، حيث وضعت مصر التسامح والسلام ضمن رؤيتها، وتعمل بجهد لنشرها داخلها وخارجها.
شددت « الشافعي »، على ضرورة تواجد الآباء في حياة أبنائهم أكثر، لمواجهة انتشار الأفكار المغلوطة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي قد يؤثر على الأبناء إن غابت التواصل والتوجيه. محذرة من فكرة التعميم في الآراء تجاه فئة أو أقلية (دين أو لون أو عرق)، ودعت لتقبل بعضنا بعضًا، وجعل التسامح عادة يومية حتى يصبح صفة متأصلة، ليعم السلام.
و أكدت أن الحرية شرط أساسي للتسامح، والتسامح ضمان أخلاقي للحرية.
ومن جهة اخرى أضاف فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله شلبي، أنه في ظل الجمهورية الجديدة والقيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أرسى قواعد التسامح بين طوائف الشعب، أجمع الجميع على محبته لمعاملته الحسنة. قال إن الدين ثلاثة أقسام: عقيدة، عبادة، ومعاملة؛ فالدين المعاملة، ولا تستقيم العبادة إلا باستقامة المعاملة، التي تكون على أساس المحبة التي أمر بها الجميع.
ويضيف فضيلة الشيخ نشأت زارع، مؤكدًا أن نشر ثقافة التسامح يحتاج مجهودًا كبيرًا من الدولة بكل سلطاتها (تنفيذية، تشريعية، قضائية)، ومؤسساتها، والإعلام، والمسجد، والكنيسة، والمدرسة، والجامعة؛ فهي الأمان والضمان لأي مجتمع من الانزلاق في العنف، موضحًا أن كل إنسان يولد على دين والديه، فلو ولد في الهند لشب على عبادة البقرة، وفي الفاتيكان مسيحيًا، وفي إيران مسلمًا شيعيًا، وفي مصر مسلمًا سنيًا؛ جغرافية البلد تحدد الدين، فلا داعي للاستعلاء، وليس للإنسان فضل إلا بالتسامح والتعايش من منطلق الإنسانية مع الآخر أيًا كان دينه، جنسه، عرقه، أو لونه. المشتركات بين البشرية أكثر، ومثال: في عمارة سكنية يعيش مسلم، مسيحي، يهودي، بوذي، ملحد، ولاديني؛ هل يفتش كل في عقيدة الآخر ويطرده إن اختلف؟ لا، المطلوب التعاون في إصلاح شأن العمارة (كهرباء، مياه، أسانسير، نظافة). وهكذا نعيش في عمارة كوكب الأرض، نتعاون ونتعايش بسلام. كفى البشرية عنفًا ودماء وقتلًا على الهوية الدينية أو المذهبية أو السياسية أو الرياضية. أقر القرآن الكريم ثقافة الاختلاف: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
اختتم القس يوسف عادل، سكرتير مجلس الخدمات والتنمية بسنودس النيل الإنجيلي وراعي الكنيسة بشبرا البلد، بتأكيد إيمانه أن الجمهورية الجديدة مرحلة تاريخية لبناء إنسان مصري جديد يؤمن بالمواطنة، الكرامة، والتنوع. من منظور إيماني مسيحي إنجيلي، النهضة الحقيقية تتأسس على المحبة، التسامح، والغفران كما علمنا المسيح؛ التسامح اختيار للمحبة بدل المرارة، وقوة تغلب الشر بالخير. الجمهورية الجديدة تشجع التعايش وقبول الآخر، والاختلاف ثراء لا تهديد. الكنيسة مدعوة لتكون فاعلة في التعليم، خدمة الجميع بلا تفرقة، ونشر العدالة والسلام؛ نسعى لتعزيز ثقافة التسامح في الأسرة، الكنيسة، المدرسة، والإعلام، لتصبح مصر نموذجًا للجمهورية الجديدة القائمة على المحبة والمواطنة.