مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الدواء  ... قصة سميحة رشدي

2025-07-09 12:19 PM - 
الدواء  ... قصة سميحة رشدي
سميحة رشدي
منبر

أطفأ نور غرفته وتوجه إلى سريره. أستلقي عليه بعد أن انتهى  من مراجعة هاتفه  ورد على أصدقائه 
وأثناء ذلك  أنتبه إلى صفحة تحمل اسم سيدة . .  قرأ مشدوها،وهتف أنها هي نعم هي .. !!
بعد برهة، دخلت زوجته محدثة إياه:
_  محتاج حاجة يا حج ؟
تظاهر بعدم سماعها وتصنع الأستغراق في النوم
خرجت ولم تعقب.. 
" عاد بالذاكرة إلى الوراء  أكثر من ثلاثون عاماً. 
مرت كشريط سينمائي أمام عينيه كأنه أمام شاشة عرض كبيرة..رأي نفسه يجلس قريبا منها  في القطار المتوجه من بلدتهم إلى المحافظة، ثم نزولهم معا في المحطة وأستقلا سيارة الجامعة  دون كلام حتى لا يشعر الزملاء بما بينهما من إعجاب وحب.  أختلسا بعض دقائق ليحدثها دون أن يراهما أحد فلم يكن الجوال قد أخترع بعد _ مما جعل قصص الحب أكثر يسرا ولكنها أقل وهجا ولهفة ....
تذكر كيف أنهى دراسته والتحق بالجيش ،وعملت هي في إحدى مدارس ريف بلدتهم ...
لم يكن يملك ما يكفي من نفقات حتى لمجرد خطبتها 
لم يصبر أهلها وأكرهت على الزواج من غيره ..وأفترقا بلا عودة..لكنه لم ينس أبدا ذكرى حبهما..
و كيف  أخذته الدنيا في متاهاتها وكيف أبتلعه الواقع ..حتى أصبح أباً لأربعة من الشباب وأصبح جدا لطفلين ... "
همس لنفسه: لازلت أذكرها وأعشق ملامحها وقسماتها التي ما فارقتني أبدا.. 
أعتدل في جلسته وفكر أن يرسل إليها طلب صداقة ..

هنا أصطدمت أحلامه بصوت زوجته وهي تقول بحزم كمن قرأ أفكاره :
_ لا تنسي دواء الضغط والقلب يا حج ....
هنا علا صوت مذياع الجيران بصوت أم كلثوم وهي تشدو برائعتها
" جددت حبك ليه "...
تناول  عدد من أقراص الدواء، والتحف غطاءه.تظاهر بالنوم.ومع أصداء كلمات الأغنية،يتردد صوت زوجته متسائلا :
_ الدواء يا حج .... 

مساحة إعلانية