مساحة إعلانية
كان "نور" شابًا طموحًا يسعى بكل قوته للوصول إلى النجاح. عاش في المدينة، لكنه تلقى دعماً مستمرًا من فتاة بسيطة تُدعى "ولاء"، كانت صديقة طفولته. لم تكن ولاء تملك مالًا أو نفوذًا، لكنها كانت تكتب له كل فترة رسالة تشجعه فيها، وتدعمه بكلمات من قلبها،وتدعوا له، دون أن تطلب شيئًا بالمقابل.
ومع الوقت، بدأت الدنيا تبتسم لآدم: ترقى في عمله، وتوسعت علاقاته، وبدأ يتعرف على أشخاص "مهمين" في نظره. وصار يشعر أن رسائل جميلة "كلمات بريئة لا تليق بطموحه الكبير".
توقفت رسائل ولاء، بعدما أرسل لها ردا
ولاء : - من فضلك لا تضيعي وقتي، فأنا مشغول
لم يهتم كثيرًا في البداية. مرّ عام، ثم عامان. وفي يوم، عاد إلى بلدته القديمة بعد اتصال من أحد اقاربه يطلبه لحضور عزاء… ولاء قد توفيت بعد صراعٍ مع المرض.
دخل غرفتها بدعوة من أهلها، فوجد صندوقًا صغيرًا فيه رسائل كانت تُكتب له لكنها لم تُرسل، وآخر رسالة لم تفتح بعد… كانت فيها جملة واحدة:
"سأظل أدعو لك، حتى لو نسيتني… لأن حبي لك لا ينتظر شيئًا."
انهار نور بالبكاء، غادر الغرفة الرحبة إلى ضيق الدنيا المليئة بالمصالح
ثم استيقظ على صوت المنبة فوجد نفسه نائما على المنضدة وتحت يديه قلمهُ وورقة قد كُتب عليها :- ولاء : من فضلك لا تضيعي وقتي، فأنا مشغول.