مساحة إعلانية
من تجليات برعي ابن خالتي كايداهم ذات يوم قوله : ألاحظ أن 95% من الصحف تخصص ركناً للفتوى وتستقطب عالماً من هنا أو هناك من علماء الدين ليجيب على أسئلة مفبركة تزعم الصحيفة أنها وردت من القراء . . قلت لبرعي : وما أدراك أنها مفبركة ؟ قال برعي : إن عندي سبعة عشر دليلاً على أنها مفبركة يكفيك منها الدليل الثامن وهو أن تلك الصحف لا قراء لها أصلاً . أما الدليل الثاني عشر فهو أن الأسئلة مكررة ومنقولة – مع إجاباتها – من صفحات صحف قديمة أكلت عليها – بلساني هذا الذي سيأكله الدود – طعمية وباذنجاناً عدة مرات .
قلت لبرعي : والدليل السادس عشر ؟ قال : لقد سألت بنفسي القراء واحداً واحداً حتى أتأكد بالفعل أنهم لم يرسلوا أية أسئلة .
والذي يكيدني ويفقع مرارتي – أضاف برعي ابن خالتي كايداهم – أن تلك الصحف لا تخصص ركناً للفتاوى السياسية تشبه البرنامج الناجح الذي كنا نسمعه في الإذاعة البريطانية وعنوانه ( السياسة بين السائل والمجيب ) . وإن فعلت ذلك فعلى استحياء ولمرة واحدة وطبقاً لوجهة نظر واحدة .
إن المحتاج لفتوى دينية معاشر القراء [ يتحول برعي إلى خطيب فجأة دون سابق إنذار ] عليه أن يتوجه إلى أقرب عالم أو شيخ فيأخذ بفتواه دون مناقشة . وعلى الصحف أن تترك ذلك الواجب للمجلات الدينية المتخصصة .