مساحة إعلانية
الشاعر المرحوم عبد السلام شهاب كان طاقة لا حدود لها من الفكاهة ، ورائدا عظيما من رواد الشعر الحلمنتيشي ( = الفكاهي ) ، وكان يتميز بقدرة عجيبة انفرد بها من بين نظرائه وأقرانه في زمنه ، وهي قدرته على استخدام الكلمة الواحدة بعشرات المعاني ، وتكون دلالة الكلمة مبنية على حركات جسدية مصاحبة تفسر معناها ، لا على دلالات معجمية . كما كانت له قدرة على تحوير الشعر الشهير ليصبح فكاهيا كما في قوله :
" أكاد أشك في نفسي لأني " ...... لأول مرةٍ أمشي أُغني !!
ومن قصائده الشهيرة قصيدة هاجم فيها اسماعيل باشا صدقي ( أسوأ رئيس وزارة في تاريخ مصر منذ إنشاء الوزارات حتى عام 1996 ) حيث عدل صدقي باشا وزارته عدة مرات فكتب له الشاعر عبد السلام شهاب قصيدة معارضة لقصيدة شهيرة للمتنبي ونشرها آنذاك منها :
"عيدٌ بأية حال عدت يا عيد ......بما مضى ؟ أم لأمر فيك تجديد ؟ "
أما الوزارة فالترقيع بهدلها .................... وكل أيامها غُلْبٌ وتنكيد
رئيسها صدقي باشا في إدارتها ......طهقان تعبان لا رِجْلٌ ولا إيد
عمل كثيرا في دار الهلال ، ثم فصلوه ، فانتقل إلى جريدة الأهرام ، فعمل بها ، فلما بلغ سن المعاش أحالته الإدارة للتقاعد ، فلما علم المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل بذلك ، غضب من الإدارة ، واستدعاه وأعاده للعمل بقدر ما يستطيع .
وكتب هو يومذاك :
قالوا : " أحلتَ إلى المعاش " ..... فقلت : عاش العدل عاشْ !!
بعد اثنتين وأربعين ........................... من الشقا .... ما بدّهاش !!
ويح الصحافي الأديب ......................... كسكَّرٍ في البحر ..باشْ !!