مساحة إعلانية
ملخص كلمتي أمس في مؤتمر قسم طب وجراحة العيون بجامعة سوهاج
رأيت في عينيك سحر الهوى مندفعاً كالنّور من نجمتين
فبتّ لا أقـوى على دفـعـه من ردّ عنه عارضاً باليدين
يـا جنـّة الحب ودنيا المنى ما خلّتني ألقاك في مقلتين
إيليا أبو ماضي
==============
ما كنت أعلم قبل طارقة الهوا====== أن العيون مصايد الألباب
==================
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الألحَاظِ مَالِكَةٍ . . تَخالُهَا فوقَ عَرشِ الدُّرِّ بلقِيسَا
===================
وعَينانِ قالَ اللهُ كُونَا فكانَتا . . فَعُولانِ بِالألبَابِ ما تَفعَلُ الخَمرُ!
- ذو الرُّمة
=============
وهذه الأبيات للشاعر ذي الرّمة:
لهــا بشـــرة مثــــل الحـريـــر ومنـــطق .......رقيــــق الحـــواشـــي لا هـراء ولا نــزر
وعيــنــــان قـــــال الله كونـــا فكــــانتــــا...........فعـــولان بالألبــاب ما تفـــعل الســحر
فيــــا حبـــها زدنــــي هوى كــــل ليلــــــة...........ويـــا سلـــوة الأيـــام موعـدك الحـشـر
وامرؤ القيس يصفف محبوبته التي لها ولد صغير، وعيناها مستنفرتان متسعتان، مخافة أن يسطو عليه وحشٌ أو صيّاد:
تـصــد وتبـــدي عــن أسيـــــل وتـتـقــي ....بــنــــاظرة مــن وحـش وجـرة مطفـــل
ومــا ذرفــــت عينـــاك إلا لتـضــربــــي......بســهميــــك في أعشــــار قلــب مقتــــل
أما جرير فقد رأى العيون الحوراء أداة قتل فتّاكة برغم ضعفها:
إن العيـــون التـــي في طـرفــهــا حــــور.....قتـلـــنـنـــا ثــم لـــم يحـــيــــين قتـــــلانا
يصرعن ذا اللب حتــى لا حراك بــه.....وهــــــن أضعف خــلــق الله إنســــانــــا
( إنسانا : المقصود إنسان العين)
ويبدع الشريف الرضي في الحديث عن العيون فيقول :
يــا ظبـــية البــان ترعــــى في خمائــله.........ليـــهنــك اليـــــوم أن الـقـلـب مـرعـاك
المـــاء عنــــدك مبـــــذول لشــــاربــــــــه...........ولـيــــس يـرويـــك إلا مدمعـي الـباكـي
ســــهم أصــاب، وراميـــه بـذي سلــــم..........مـن بالعــراق، لـقـد أبعـدت مـرماك!
وعـد لعينيـك عـنــدي ما وفـيـــت بــــه.......يــا قــرب ما كذَّبــت عـيـني عـينـــاك!
حكت لحاظك ما في الريم من ملـــح......يــــوم اللـقـاء، فكـان الفضـل للحـاكي
كـــأن طرفـــك يــوم الجــزع يخـبـــرنا........بمـا طــوى عـنك مــن أسماء قـتـلاك
أنــت النعـيــــم لـقـلــبـي والعـذاب لــــه...........فـمــــا أمــرّك في قـلــــبـــي وأحــــلاك!
و يقول علي بن الجهم:
عيـــــون المهـا بين الرصافـة والجسـر.......جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
وفي عصرنا الحديث يقول الشاعر السعودي الفذ غازي القصيبي:
مــلء روحـــي هـذا الصفـاء العميــــق...........يــــا عيــــونـــاً من ســـحرها لا أفيــــــق
يــــــا بحــاراً أهيـــــم وحـــــدي فيـــــــها............ودليــــلي في الأفق نــــجـــــم ســـحيــــق
أدعـــــــي أنــــنــــــي نــظــــر ت فــنـــــادا...........نـــي إلى موكــــب الظــلال الطـــريـــق
أدعــــي أن في عــيــــــونــــك دنــــــيـــــــــا.........لـــــي وحـــدي فيـــــها الربيــــع الوريـق
ويقول بدر شاكر السياب:
عيناك غابتــا نـخيل سـاعة السـحــر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر….
ويقول سعيد عقل :
ألعــــيـنـــيـــــــــك تــــــــــــأنٍّ وخــــــطــــــــر.........يــفــــرش الضـــوء علـــى التــل، القمر
ضـــاحكـــاً للغـصـــن، مـــرتــاحــاً إلى...........ضــــفــــة النــــهر، رفيـــقــــاً بــالحـجر
عـــــــلَّ عـــــيــنــيـــــــك إذا آنســـــــــتـــــــا.........أثـــــراً منـــــــــه عـــــــرى الليــــل خــــدر
مــــــــن تــــرى أنــــت إذا بحـــــت بمـــــا..........خبـــــــأت عيــنــــــاك مــن ســــر القدر
نســـــج أجفـــــانك من خيـــط السهى............كــــــل جفـــــن ظـــــل دهــــراً ينتـــــــظر
==================
لغة العيون عند علماء اللغة :
نجد وصف العين عند الثعالبي في كتابه «فقه اللغة وسر العربية»، في باب «محاسن العين»، وهي عنده:
الفتور: ويعني انكسار النظر الذي تبدو العين فيه وكأنها ناعسة مريضة وليس لها مرض، والفتور هو اسبال لطيف لجفون العين وهو نوع من الدلال والغنج يضفي على العينين جمالا.
الدعج: وهو أن تكون العين شديدة السواد مع سعة المقلة.
البَرَج: وهو شدة سواد العين وشدة بياضها.
النّجل: سعة العين.
الكحل: سواد جفون العين من غير كحل.
الحور:اتساع سواد العين.
الوَطف: طول أشفار العين وتمامها.
واستحسن بعضهم في العين القَبَلَ وهو ميل الحدقة في النظر إلى الأنف.
ومن هذه الأوصاف ما تمثل في قول جميل بثينة متغزلاً:
لها مقلةٌ كحلاء نجلاء خلقةً........كأن أباها الظبي أو أمها مها
أما أحمد شوقي فيقول:
أداري العيونَ الفاترات السواجيا.....وأشكو إليها كيد إنسانها ليا
قتلن ومَنَّيْنَ القتيلَ بألسنٍ......... من السّحر يُبدلن المنايا أمانيا
وكلمن بالألحاظ مرضى كليلة......فكانت صحاحا في القلوبِ مواضيا
كما عدّ الشعراء لغة العيون أنها اللغة العالمية، المقدمة للإدراك، وأقرب وسيلة وأداة معبرة يتكشف بها الإساس، ويفهم منها مراد صاحبها، كقول أبي نواس:
تجمع عيني وعينها لغة.......مخالف لفظها لمعناها
إذا اقتضاها طرفي لها عدة......عرفتُ مردودها بفحواها
ذي لغةٍ تسجدُ اللغات لها.......ألغزها عاشق وعماها
وكقول صفي الدين الحلي:
كفّي القتالَ وفكي قيد أسراكِ..........يكفيكِ ما فعلتْ بالناسِ عيناكِ
كلّت لحاظك مما قد فتكتِ بنا..........فمن ترى في دمِ العشاقِ أفتاكِ
أما العيون السود والكحيلة فقد كانت من أكثر أنواع العيون وروداً في الأدب العربي قديماً وحديثاً، كقول الشاعر:
صادتك من بعض الحضور............بيض نواعم في الخدور
حور تحور إلى صباك.....................بأعينٍ منهن حور
أما إيليا أبو ماضي فيقول في العيون السود:
ليتَ الذي خلقَ العيونَ السودا.............خلقَ القلوبَ الخافقات حديدا
عوذ فؤادك من نبال لحاظها..................أو مت كما شاءَ الغرامُ شهيدا
لون العيون
والعيون الملونة كانت بعيدة عن ذوق العرب القدماء في الجاهلية وما بعدها، ولم يرد التغزل فيها إلا نادراً، ولا سيما العيون الزرق والخضر، التي عرفها العرب في عيون الجواري والقيان، عن طريق قوافل التّجار التي كانت تحمل الرقيق من بلاد فارس وغيرها، فقد كانت محط تشاؤم من ذلك قول بشار بن برد [ وكان أعمى] في هجائه لعباس بن محمد العباسي بقوله:
وللبخيلِ على أمواله علل.............زرق العيونِ عليها أوجه سود
وقد أرجع الزمخشري كراهية العرب للعيون الزرق لأسباب عدة كان من بينها، أن العيون الزرق كانت أعين أعداء العرب من الروم، وفي وصفهم للعدو كانوا يقولون: أسود الكبد، أزرق العين. أما السبب الثاني فيرجع إلى العمى، وذلك لأن العيون التي تفقد البصر تتحول غالبا إلى اللون الأزرق، ففي زرقة العين دلالة على المرض، والعمى، واستدلوا في ذلك بقوله تعالى: «ونحشر المجرمين يومئذ زُرْقاً»، حيث فسروا «زرقاً» على أنها العمى، وبقوله تعالى « وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا " أما البعض الآخر فقد فسرها بالعطش الشديد .
أما إدريس الجمّاع الشاعر السوداني فيعدّ بيته أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث، وذلك أنه دخل مستشفى في لندن للعلاج فأعجب بعيون الممرضة، فكان يطيل التحديق فيهما، فأخبرت مدير المستشفى بذلك فأمرها أن ترتدي نظارة سوداء ففعلت، ولما جاءت إلى الشاعر نظر إليها وأنشد:
والسيفُ في الغمدِ لا تُخشى مضاربه ...........وسيف عينيكِ في الحالينِ بتّارُ!!