مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لعل الفارق الجوهري بين (اللغة العربية الرسمية) و(اللغة الشعبية المصرية) هو فارق صوتي، يتمثل في طريقة النطق بالألفاظ. وقد ترتب على هذا الفارق فوارق أخرى.منها على سبيل المثال:
(1) أن ألفاظ اللغة العربية الرسمية معربة ، أما ألفاظ اللغة الشعبية المصرية فهي غير معربة
بمعنى أن اللفظ لغتنا الشعبية المصرية ساكن ما لم يحرك.
(2) أسماء بعض الحروف في اللغة الشعبية تختلف عنها في اللغة العربية الرسمية
(3) أن عدد حروف الأبجدية اللغة الشعبية المصرية أقل من عدد حروف الأبجدية الرسمية.
(4) نقص أبجدية اللغة الشعبية المصرية تطلب تغييرا في الميزان الصرفي، فقد أدى هذا إلى
إبدال بعض الحروف الناقصة بحروف أخرى مناسبة.
(5) الفوارق السابقة وغيرها أدى إلى إختلافات بين موازين العروض في اللغتين.
اللغة العربية الرسمية لم تكن في بوم من الأيام لغة الجماعة الشعبية المصرية، ولم تتعامل بها كوسيلة تواصل بين أفراده، وأزعم أنه لم يعرفها إلا كتابة. لذلك ظلت اللغة العربية الرسمية؛ لغة كتابة لشريحة من المتعلمين، ولغة دواوين. وإن كان البعض يضطر إليها إستخدامها في بعض الطقوس؛ كما يضطر البعض الآخر إلى استخدام القبطية. المصريون لغة عربية خاصة جمعت خصائصها من عدة لغات تكلمها الأجداد، واستخدمت خليطا من الألفاظ، تعارف أهلنا على دلالاتها من اللغة العربية الرسمية ومن لغات أخرى تلاقح معها المصريون. وقد انصهر كل ذلك في بوتقة الجماعة الشعبية المصرية؛ لينتج لغة يتكلمها المصريون منذ أكثر من ألف عام.
ولا أظن الجماعة الشعبية المصرية وجدت صعوبة كبيرة في التعامل بلغتها مع التجمعات الشعبية المجاورة. بل صارت اللغة الشعبية المصرية مفهومة من كل الجماعات المجاورة.بلهجتيها. بل إن لهجة أهل الصعيد أقرب إلى الفهم من العرب في المغرب والشام وشبه والجزيرة العربية. وكان من الطبيعي أن تفرض الجماعة الشعبية المصرية ذوقها وأسلوبها الخاص في إبداع فنونها القولية التراثية والحديقة، وأن تستغني- لعدم الحاجة إليه - عن النحو العربي، وأن تدحل التعديلات على الصرف والعروض.>
[ من كتابنا المخطوط ( مدخل إلى دراسة اللغة الشعبية المصرية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
