مساحة إعلانية
عندما أرسل لي صديقي الشاعر الحبيب محمد عبد القوي ديوان لابنه الشاعر أحمد محمد عبد القوي والذي يحمل عنوان "أنا بس طير" تصورت أن هذا الشاب امتداد طبيعي لتجربة محمد عبد القوي في شعر العامية وان هذا الشبل من ذاك الاسد، وهذا كان حُكما مسبقا جعلني متحفز للقراءة من زاوية واحدة وهي زاوية التجربة الشعرية لهذا الشاعر والطالعة من رحم تجربة أكبر واعمق وهي تجربة الأب الشاعر
ولكن حين تعمقت في قراءة هذا الديوان وجدت شاعرا طالعا بقوة من رحم تجربته الخاصة به، شاعر واعٍ تماما برؤيته الشعرية هدفه من كتابة النص الشعري ومختلف تماما عن تجربة ابيه الشاعر محمد عبد القوي، وإنما يخط لنفسه طريقا مختلفا خاصا به واذا تأملت النصوص الشعرية التي يضمها هذا الديوان تجد الرؤي الإبداعية منتشرة بشكل جميل في الديوان، منها علي سبيل المثال جمال البدايات؛ الشاعر يحسن صنع مطالع النصوص بشكل جميل مثل مطلع قصيدة "مش زي البشر" الذي يقول :
رامي الحنين فوق الغصون
هز الهوا ورقه
وقع الغرام دك الحصون
قلبي الهوا سرقه
هذا الفاتحة النصية المدهشة تشير إلي وعي الشاعر ببناء معمار نصه الشعري
وتاتي نصوص هذا الديوان مملوءة بالصور الجميلة والخطوط الدرامية المختلفة ورشاقة اللغة وحضور الوعي الشعري المدهش في بناء الخطاب الشعري الذي يميل إلى الغنائية تارة والي الدرامية تارة فضلا عن تنوع موضوعات القصائد ما بين الذاتي والوطني والرومانسي وغيرها
نحن امام شاعر طالع بقوة فانتهبوا يا سادة إلي هذا الشاعر الذي سوف يكون له شأن في المستقبل فيما يخص تجربة شعر العامية