مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إنْ قلتُ لهُ اصمتْ يبكي
عندي تمثالٌ مَكْسُورٌ
ويحبُّ كثيرًا أنْ يحكِي
وتطولُ تطولُ حكايتُهُ
منذُ الرومانِ إلى التُّرْكِ
فعتيقٌ جدًا تمثالي
يحكي بلغاتٍ أربعةٍ
وكذلكَ يفهمُ بالمَحْكِي
إنْ قلتُ هدوءًا يرمقني
ويشدُّ حزامي عنْ وِرْكِي
ويشيرُ إليَّ بإصْبَعِهِ
إنِّي مَصْنُوعٌ مِنْ حَجَرٍ
يا دَرْفَةَ بابٍ مِنْ خَشَبٍ
أنا أجرأُ منكَ مُخاصَمَةً
حتَّى لو أنفِي مَكْسُورٌ
حتَّى لو مَكْسُورٌ فَكِّي
عندي تمثالٌ جَنَّنَنِي
ويحبُّ كثيرًا أنْ يَحْكِي
اليومَ رجعتُ بلا عَمَلٍ
وأكادُ أجنُّ منَ الضِّحْكِ
لمْ أسمعْ صوتًا يؤنسني
فخلعتُ البابَ مِنَ الشَّكِّ
فرأيتُ التِّمثالَ طرِيحًا
فهَزَزْتُ الجثمانَ الغافي
وصرختُ بهِ احْكِ احْكِ
فأجَابَ الدَّمعُ بعينيهِ
قرَّرْتُ الصَّمْتَ لكي تَحْكِي
ماتَ التِّمْثالُ فوا أسفي
سأهدُّ الأرضَ بأكْمَلِها
كي أنْحَتَ تمثالا يبكي
فيروز مخول - سوري
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
