مساحة إعلانية
البناء معمارى لقالب " فن الواو" هو أنه أحد عائلة التربيع ، فى الفن القولى الملحون ( أى الدارج )
- ويُقصد بعائلة التربيع ، قالب المقطوعات ، الذى تتكون كل مقطوعة منه من أربع شطرات ، حسب نظام و زنى معين و نظام تقفية معين ، وتسمى كل مقطوعة " قولة " أو " بيت " أو " مربع " ، ولكل مقطوعة منها معنًى مستقل ، لا يتعلق بمعنى المقطوعة السابقة ولا اللاحقة ، ومنه فن الموال الرباعى ، وفن الدوبيت ، و فن الواو ، وفن المربع الزجلى ، و فن الرباعية ، وفن النميم .. و . . و .. إلخ ، وفن الواو ، بصفة خاصة ، مرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة الصعيدية ويستتخدم مفرداتها وصوَرها -
و قالب التربيع يشارك القصيدة العربية التقليدية الموروثة ، فى صفة الوزن ، وفى استخدام التقفية ، ويختلف معها فى أنه لا يستخدم ظاهرة "التصريع" ، و لا نظام "المزدوج" ، و يُقصد بالتصريع أن القصيدة التقليدية تستهلّ أبياتها ببــيت مصرّع ، أى تكون قافية صدر البيت -أى الشطر الأول - على شاكلة قافية شطره الثانى ، ثم تتحرر الأشطر الأولى - فى باقى القصيدة من القافية ، فى حين تكون الأشطرالثانية للأبيات ملتزمة بقافية المطلع ، وأضرب مثلا
بقول أحمد شوقى :
سلوا قلبى غداةَ سلا و تابا
لعلّ على الجمال له عِتابا
*
ويُسألُ فى الحوادث ذو صواب ٍ
فــهل ترك الجمالُ له صـــوابا
*
كما أن ظاهرة "المزدوج" تكون فيها كل أبيات القصيدة مصرّعة ،
أى أن كل بيت تكون شطرتاه لهما نفس القافية ، والقوافى تختلف من بيت إلى آخر، كما فى أرجوزة ذات الأمثال لأبى العتاهية والتى فيها :
لكل ما يؤذى و إن قـلّ ألَــم
ما أطولَ الليلَ على من لم ينَـم
*
إن الشباب و الفرغ و الجِدَة
مفسدةٌ للمرء أيّ مفسدة
*
وإذا كانت القصيدة تستخدم ما يحلو لها من البحور الشعرية الخليلية ، لكن "فن الواو". اختص ببحر شعرى واحد فقط لا غير ، ألا وهو بحر المجتث الذى لا يأتى إلا مجزوءاً، كما أسلفنا فى الحلقات السابقة ، وكذلك " فن الواو" اتخذ طريقة خاصة فى التقفية ، وهى أن تكون صدور الأبيات لها نفس القافية ، وأعجاز الأبيات لها نفس القافية و المخالفة ..
وقد تستخدم القوافى ظاهرة الجناس اللغوى ، وقد لا تستخدمها ، ومن " فن الواو" المربع التراثى الذى يقول :
عــيب الدهب فُـصّ ونْــحـاس
وِ عــيب الخيـــول الحرانَـــــة
وعـــيب القــبيلـة من الــراس
وعـيب الفَــــتَى من لـسانَــــه
(يتبع )
من كتاب "ماذا تعرف عن فن الواو" الصادر عن سلسلة نشر طيوف