مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي:
من جديد أعادت المقاومة الفلسطينية، قضيتنا الأولى –كعرب- إلى الأذهان، وأكدت أن فلسطين هي البوصلة، وأن هتافات العداء لإسرائيل أصبحت تدوي بداخلنا، بعد سنوات ظن فيها البعض أن القضية قد ماتت.
ولأن المقاومة أكثر سموًا من أي توقع، وفوق أي تحليل أو دراسة، وتتخطى المعقول واللامعقول، قدمت المقاومة الفلسطينية مجددًا درسًا في أن كل الاحتمالات قائمة وأولها تحرير الأرض.
صنعت المقاومة "هولوكوست" جديدًا للصهاينة يعذبهم جسديًا على أرض لم يكونوا يومًا يستحقوا أن يخطوا فوق رمالها، وتعذبهم عقليًا وقلبيًا بتذكيرهم بما فعله فيهم النازي الألماني هتلر.
تبدو السطور فيها شيء من التطرف، لكنه تطرفًا محمودًا، فكل عنف وجه للمغتصب هو أخلاق رفيعة وكرم عربي أصيل ربما يصل في قدره إلى الكرم الحاتمي "نسبة إلى حاتم الطائي".
المقاومة الفلسطينية نفذت ما اعتبرناه في يومٍ من الأيام مجرد هتافٍ يفرغ طاقتنا، وإذا كنا يومًا قلنا: "سامع صوت جاي من الضفة الصهيوني لازم يتصفى" ها هو الهتاف يتحقق والمقاوم تصفيهم فعلًا، وحتى كتابة هذه السطور أعلنت حكومة الاحتلال مقتل أكثر من 600 فرد بخلاف الجرحى والمفقودين.
أيضًا "هتاف جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل"، أثبت أنه صالح لكل زمان ومكان، فمنّ كانوا أطفالًا بالأمس القريب أصبحوا مقاتلين، اقتحموا المعسكرات وحرروا وأسروا والمسيرة مستمرة.
ومن شدة عمليات المقاومة التي جاءت تحت شعار "إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة، أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، رسميا حالة الحرب، وذلك بعد أسر 100 فرد إسرائيلي بينهم جنود في جيش الاحتلال، فيما أعلنت وسائل إعلام صهيونية مقتل 44 من الجنود والمجندات و30 من عناصر الأمن، فيما وصل إجمالي المصابين إلى أكثر من 2000 فرد.
الآن لن نسمع تهجير قسري ولا غيره، بل أطربتنا أخبار أخرى من نحو، أن وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشاك، أعلن أن قواته تستعد لإجلاء مواطني بلاده من الأراضي الفلسطينية المحتلة على خلفية التصعيد الأخير.
وكتب بلاشاك عبر منصة إكس: "الجيش البولندي يستعد لإجلاء البولنديين من "إسرائيل”، وسيتم إرسال طائرات من طراز سي – 130 لنقل مواطنينا.