مساحة إعلانية
شلالُ نورٍ قد تفجَّرَ في وريدي ومدائناً من بهجةٍ أَضحى قصيدي
هَطَلَتْ غيوثُ البِشْرِ إذْ هلَّ النبي والمسكُ فاحَ ولاحَ بالآفاقِ عيدي
ومواسمٌ من دهشةٍ عَبرَتْ دمي وشعوبُ نعناعٍ نقشتَ بها حُدودي
وجنى الجنانِ جَلا بداوةَ أحرفي فغدتْ فراديساً تُباهِي بالحصيدِ
أنا يا نبيُّ يتيمةٌ ، طَلَبَتْ قِرَىً والجُودُ من آلائكم فمددتُ بِيدِي
هلّا زَرَعتَ جَفافَها خٌضْرَ المُنَى وردَدَتَنِي أهزوجةً يشتدُّ عُودِي
ما بينَ مشرقِها ومغربِها بَدَا نورٌ سرَى بينَ الخلائقِ والشهودِ
فأحالَ ظلمتَها نهاراً باسماً وغدا المساءُ الشيخُ كالطّفلِ الوليدِ
يا سيّدي، ظَمأى حروفي للنّدى والحوضُ بين يديكَ يُغرِي بالوُرود
تخطو بلا ظلٍ وكيفَ لظلمةٍ تحبو على نورٍ تسَامقَ للخلودِ
كنتَ الوفاءَ إذا أضلَّ القومَ غدرٌ والصدقَ ينبضُ في شرايينِ الوعُودِ
ترفو رداءَ الصّبْرِ ترتق فَتْقهُ وتمدُّ حبلَ الصفحِ للفَظِّ البليدِ
وتضيءُ أرحاماً خَبَتْ أنوارُها وتبلُّ ريقَ الودِّ في صَهدِ الصدودِ
وتجيرُ عبداً قدْ ذَوَى في قَيْدِهِ فيسيلَ نهرُ العِزِّ من بينِ القيودِ
نامَتْ قواريرُ ، قريراً جَفنُها إذْ زانَ رفقُكَ دربَها كصباحِ عيدِ
يا أيّها المزّمِلُ، اقبلْ دَفْقَةً من قلبِ عاشقةٍ ،توارى بالنشيدِ
ليتَ الحروفَ حمامةٌ، يَزهو بها غارٌ أوى في لَيلِهِ صُبحَ الوجودِ
أو ليتني روحٌ تلاشَتْ روحُها بين السنابكِ واشتباكاتِ الجنودِ
أهوِي على عُنقِ اللئامِ مصارِعاً وأكون أقربَ منك منْ حَبلِ الوريدِ
وتضُمُّ أقدامي ثرىً خَطَرتْ بهِ قدمٌ طهورٌ رَوْحها من طيبِ عودِ
أنا يا نبيُّ يتيمةٌ ذابتْ جَوىً لمرورِ كفِّكَ فوقَ قلبٍ مِن جليدِ
عاشَ الحياةَ منافحاً عن طهرِهِ ورجاكَ بلسمةً لعربيدٍ عنيدِ !
بالمسكَ أشدو حين أتلو سيرةً لمحمدِ العظماء مرفوعَ البنود
هبني أبا الزهراء جذعا قد بكى شوقا لهدهدة من السمح الودود
صلَّى عليكَ اللهُ يا صِنْوَ التُّقى ما غرّدَتْ ورقاءُ فوقَ دُجَى الغرودِ
أو سَبّحَ الغصن الرطيبُ بحَقْلِهِ أو همَّ عرجونٌ عجوزٌ بالسُّجودِ