مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

د.أحمد أبو تليح يكتب : هل لوس أنجلوس سدوم وعمورة القرن الـ21 ؟

2025-01-13 20:47:42 - 
د.أحمد أبو تليح يكتب : هل لوس أنجلوس سدوم وعمورة القرن الـ21 ؟
حرائق لوس انجليوس

في كل عام تطالعنا الأخبار عن حرائق تلتهم الغابات هنا وهناك ويتم السيطرة عليها في غضون أيام . وليس بالجديد علينا أخبار حرائق الغابات في أستراليا و أمريكا ولكن ما حدث في لوس أنجلوس حيث  تسببت عاصفة رياح في تحويل حريق عادي إلى جحيم مشتعل في غضون ساعات قليلة يوم الثلاثاء الماضي ، مما أدى إلى انتشار الحريق نحو منطقة باسيفيك بالسيديس ، حيث خرج الحريق عن السيطرة و استمر لقرابة السبعة أيام و مازال مستمرا حتى كتابة هذه السطور ، مما تسبب في خسائر مالية تعدت 170مليار دولار أمريكي بسبب احتراق بيوت وقصور الأغنياء. ولقد احتلت تلك الحادثة المركز الأول عالميا من حيث المساحة والخسائر المادية . ولم تتوان صفحات التواصل الاجتماعي عن التعليق وتقديم تحليلات لما يحدث في أمريكا بلاد العم سام . حيث انبرى البعض ذاكرا أن ما يحدث ما هو إلا انتقام إلهي بسبب الحرب على غزة و لربما دعوة أحد المكلومين أدت إلى احتراق أمريكا .

وذكر البعض الآخر أنها حرائق مفتعلة و معظمها فوتوشوب أو بالذكاء الاصطناعي لتكبيد دول الخليج فاتورة الإصلاح.

ولكن دعنا من تحليلات الشرق الأوسط ، ودعنا نذهب إلى أرض الواقع و نلقى نظرة على الإعلام الأمريكي وما يدور هناك من تبادل للاتهامات. حيث هجم معظم مقدمي برامج التوك شو الأمريكية على رئيسة مركز الإطفاء في لوس أنجلوس المدعوة   كريستين كراولي حيث أتهمها البعض بالشذوذ الجنسي وأنها مزدوجة الهوية الجنسية وأنه تم تعيينها طبقا للقانون DEI  والذي يعتني بالشاذين جنسيا ودمجهم بالمجتمع وتم تعيينها عن طريق هذا القانون ، ومن ثم قامت بتعيين كل رجال الاطفاء من المتحولين جنسيا أو مزدوجي الهوية الجنسية مما أثر بالسلب على كفاءة العمل على إطفاء الحرائق، بينما قامت كراولي بالرد بأن بلدية لوس أنجلوس خذلتنا حيث ذكرت رئيسة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس كريستين كراولي بشأن مكافحة الحرائق قائلة إنها خذلت إدارة الإطفاء، مع استمرار حرائق الغابات الكبيرة في تدمير المدينة. واشتكت كراولي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية من أن الـ17 مليون دولار التي تم اقتطاعها من ميزانية إدارة الإطفاء كان لها تأثير سلبي على قدرة الإدارة على مكافحة الحرائق.

وقالت : "لم نعد قادرين على الاستمرار على هذا الوضع، ليس لدينا عدد كاف من رجال الإطفاء".

وأضافت رئيسة إدارة الإطفاء، أنها حاولت كثيرا أن توضح لمسؤولي المدينة مدى النقص في عدد الموظفين وفي الموارد وفي التمويل لدى إدارة إطفاء لوس أنجلوس.

و ننتقل من السجال الدائر بين كراولي وبين بلدية لوس أنجلوس وكلاهما يلقي باللوم على الآخر إلى مجتمع الملحدين . حيث أقيمت حفلة في الليلة السابقة لاندلاع الحريق للتصويت على أفلام الأوسكار وضحك الحضور حينما اعلنت مقدمة الحفل ان فيلم ( الله خالق الكون ) حصل على (صفر) من الأصوات وأتبعت قائلة هذا غير مفاجئ من مدينة غير مؤمنة بالله ( ملحدين ) فكان الرد الإلهي  بحرق المدينة بأكملها.

 فهل تعتبر لوس أنجلوس هي سدوم وعمورة القرن الحادي والعشرين . ومن لا يعرف سدوم وعمورة هي مجموعة قرى ومدن عاثوا في الارض الفساد من مثلية جنسية

وخلافه فكان عقاب الله عليهم هو الخسف والحرق بالنار . ويتبقى السؤال هل حرائق كاليفورنيا طبيعية أم بفعل فاعل أم انتقام إلهي ؟

مساحة إعلانية