مساحة إعلانية
عزيزي زائر الدُكان، هذا العنوان اللافت ربما إن كنت من قراء الروايات ستظن من الوهلة الأولي إنه عنوان رواية من تلك الروايات التي غزت دُكان الكلام بهذه العناوين الغريبة والملفتة والتي تحولت علي يد مجموعة من الشباب عشاق كتابة الروايات الموضة، وهذا ليس موضوعنا الآن، ربما نتوقف عنده يوما ما.
إنما « الببلومانيا» هي في الحقيقة نوع مرض غريب ، لا يصيب إلا قلة من البشر فهو الاسم العلمي لمرضي اقتناء الكتب، وهم قلة نادرة ولكنها موجودة وأعرف منهم عددا لا بأس به من هؤلاء .
يبدأ المرض بجمع وشراء مجموعة من الكتب والمطبوعات، ثم تتحول لعادة، وبالتدريج تتحول لهوس لا يستطيع المصاب بهذا المرض التوقف عن الشراء، ويتحول المريض لمجرد قناء لا قارئ، وهناك أيضا مصطلح ياباني اسمه «تسوندوكو» لعشاق شراء الكتب وجمعها والعناية بها ، وتركها دون قراءة .
علي المستوي الشخصي شاهدت ورأيت وعايشت أصدقاء يعانون من هذا المرض، ولديهم مكتبات عامرة تزيد بسرعة جنونية، وللأسف ما يطالعونه محدود جدا مقابل ما يقتنونه من كتب.
حاولت بكل الطرق أن ألصق هذا المرض بي وأن اقتنع بأني مريض بـ«الببلومانيا» ولكن لم اقتنع، أنا بالفعل ضعيف أمام أي كتاب جديد، ولكنني قارئ لأي كتاب يقع تحت يدى، وأشعر بالغيظ عندما أتأخر عن قراءة كتاب اقتنيته بالشراء أو الإهداء.
وبالفعل أعشق مكتبتي وكتبي ولكن المرض هنا للمهووسين باقتناء الكتب بغرض الاقتناء لا أكثر.
أما الذين يقتنون الكتب للقراءة، فهم بحمد الله إصحاء، لهم حصانة القارئ الذي يبحث عن المعرفة أو حتي متعة القراءة التي تحصنهم من هذه الأمراض التي تحمل أسماء غريبة، وقانا الله وإياكم شر كل مرض.