مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

"دُكان الكلام" لصاحبه محمود رمضان الطهطاوي "صحفية في غرفة الإعدام"

2025-06-05 04:11:51 - 
"دُكان الكلام" لصاحبه محمود رمضان الطهطاوي "صحفية في غرفة الإعدام"
محمود رمضان الطهطاوي

ضع يدك علي قلبك ، وخذ نفسا عميقا ،فالموضوع خطير والحدث جلل ،وغريب ، فتاة في مقتبل العمر ، وشاعرة، أنثي بكل ما تملكه من حس أنثوي ومشاعر شاعرة مرهفة الحس ، تغامر وتجازف وتدخل بإرادتها غرفة الإعدام ، مغامرة توقف أمامها  عشماوي نفسه ، وأوقف للحظات تنفيذ حكم الإعدام خوفا علي مشاعر الأنثي الواقفة أمامه تنظر وتتأمل وتسجل ما يدور لحظة بلحظة .
أول صحفية في العالم – كما تذكر - تدخل غرفة الإعدام لتري وتشاهد وتتابع وتسجل ما يدور في هذه الغرفة وتشهد لحظة مفارقة إنسان للحياة.
مغامرة تستحق القراءة وأن نتوقف عندها ، تلك المغامرة التي أقدمت عليها « فاطمة السيد « عام 1959م خريجة الحقوق العاشقة للشعر كتابة وقراءة ، والتي وقعت في غرام  بلاط صاحبة الجلالة وبدأت عملها في مؤسسة « أخبار اليوم « العريقة ، وعملت علي غير عادة النساء في قسم الحوادث ، ودخلت بإدارتها سجن الاستئناف لتشهد وتعيش مع ذكريات وحكايات أشخاص عاشوا وانغمسوا في الجريمة ووصلوا إلي حبل المشنقة ،حكايات صاغتها الكاتبة بأسلوبها الرشيق وهي تغوص في عمق الجناة ، تسجل ومضات ومحطات من حياتهم ، مواقف اكثرها موجع ومؤلم وبعضها يدعوك للضحك أو الابتسام .
سجلته الكاتبة في كتابها «مذكرات صحفية في غرفة الإعدام « الصادر عن مكتبة مدبولي 1986م ,كتاب يستحق القراءة ،  وتهدي كتابها للرائد الكبير الأستاذ مصطفي أمين الذي شجعها ودفعها لتؤدي رسالتها التي عشقتها، وأخلصت لها وقدمتها للإنسانية في هذا الكتاب الذي يستحق القراءة .، وهو متاح في الفضاء الإلكتروني للتحميل مجانا .  
وكما ذكرت ونقلت قول الأستاذ انيس منصور في مجلة « الجيل « والذي قال « بأن فاطمة السيد تدعوني لمشاهدة تنفيذ أحكام الإعدام وكأنها ترسل لي بتذكرة سينما» .
رحم الله الصحفية والشاعرة المغامرة فاطمة السيد ( 1931- 2010م) ، الذي أثرت المكتبة العربية بكتاب آخر طريف  بعنوان « عالم الغيب وقراءة المستقبل « ومجموعة من دوواين الشعر .

مساحة إعلانية