مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

ثقافة x ثقافة

روضة عبد الحليم العلمية... منارة في قلب دشنا

2025-06-28 12:44 PM - 
روضة عبد الحليم العلمية... منارة في قلب دشنا
روضة عبد الحليم العلمية
منبر

تقرير : عصام مهران


دشنا، هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب الوطن، تستعد لأن تكون خلال سنوات قليلة فقط إحدى أبرز منارات البريق والعلم في صعيد مصر. ويعود الفضل في إشعال أول شعلة من هذا النور إلى الشيخ محمد عبد القادر ـ رحمه الله ـ الذي أسس روضة عبد الحليم العلمية، لتكون مشعلًا يضيء دروب أطفال دشنا وما حولها، نحو العلم والتفوق والأخلاق.

اعتمدت هذه الروضة المتميزة على رؤية متكاملة، تجمع بين علوم القرآن الكريم، والتكنولوجيا الحديثة، والفنون، ودعم المواهب. وقد كتب عن هذا النموذج الملهم وأفاض في وصفه الدكتور محمد فضل بدران، أحد رموز الفكر والثقافة في الجنوب.

أما أنا، فقد تابعتُ عن كثب أنشطة الروضة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وشدني بشدة ما رأيت: تعليم راقٍ، أنشطة متنوعة، وروح من البذل بلا مقابل، إذ علمت أن الروضة تقدم خدماتها مجانيًّا تمامًا.

كان قراري حينها واضحًا: أن أكون جزءًا من هذا الحلم الجميل، وأن أُسهم بما أستطيع لأبناء الجنوب الذي أعشقه وأنتسب إليه.

سافرتُ طويلًا حتى وصلت، وهناك، عند بوابة الروضة، التقيت بمجموعة من الأطفال استقبلوني بعيون مضيئة. شعرت بشيء غريب… أحببتهم فورًا، دون أن أعرف السبب. وحينما بدأنا العمل معًا — نحكي، نغني، نكتب، ونعبر عن أنفسنا — أدركت السر: هؤلاء الأطفال يتمتعون بهدوء أصيل، وذكاء لامع، وثقافة واسعة، وشغف حقيقي، ومخزون علمي ملهم.

في قلب هذه المنظومة، تلمع الأديبة والمربية سحر محمود علي، التي تعمل بكل حب وحيوية، فتجمع بين دور الأم والمعلّمة، وتُعد الروح الحقيقية للروضة. إلى جوارها يبرز الفنان والأديب صابر خليل، الذي يضفي على المكان لمسة إبداعية حانية. كما تضم الروضة نخبة من مشايخ، وعلماء، وأساتذة دشنا الكرام، الذين يتناوبون على تقديم المحاضرات في شتى فروع العلم والمعرفة.

خرجت من هذه التجربة ممتنًا… ليس فقط لمحبة الأطفال الصادقة التي أحاطتني، بل لهذا الحلم الكبير الذي وُلد في الجنوب، ليمنحنا الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.

وقد كانت سعادتي مضاعفة حين فاجأني فريق العمل بتكريمٍ جميل، حيث أهدوني درع الروضة التذكاري، فكان بمثابة رمزٍ معنوي عميق، لا يحمل مجرد تقدير، بل يعكس محبة صادقة ووفاء من أهل الجنوب الطيبين.

هذا الدرع لن يكون مجرد قطعة معلّقة في مكتبي، بل هو شهادة فخر وامتنان، ورسالة أعد نفسي أن أكون دومًا أهلًا لها، أبًا وأخًا لكل موهوب صغير، يحلم أن يكون شعلة من نور في طريق بلاده.

روضة عبد الحليم العلمية ليست فقط مكانًا للتعليم، بل هي فكرة عظيمة، ورسالة متجددة، وبيت كبير يضم قلوبًا تؤمن أن الجنوب يستحق الأفضل دائمًا.

مساحة إعلانية