مساحة إعلانية
من فصل في رواية "32 ديسمبر" للروائي إبراهيم عبد المجيد، تتكشف العديد من سمات أسلوب الكاتب في السرد واللغة، مما يعكس بوضوح خصائص أسلوبه الأدبي الفريد، الرواية التي ستصدر قريباً عن دار المتوسط في ميلانو، هنا نجد تتبع نمط السرد الداخلي الذي يسمح للقرّاء بالغوص في الأفكار والتفاعلات الشخصية للأبطال بطريقة مباشرة وواقعية مما يجعل الأحداث والتفاصيل اليومية تنبض بالحياة
- السرد الداخلي والتوتر النفسي..
يبرز في الفصل المنشور أسلوب السرد الداخلي، إذ يتم نقل الأحداث والحوارات من خلال الأفق النفسي للشخصية الرئيسة، وتتعدد الطبقات السردية فيتداخل الفعل الحركي مع المشاعر والتأملات الداخلية للشخصية، هذا التنقل بين الداخل والخارج يخلق توتراً درامياً خاصة عندما تكون الشخصية في حالة من القلق أو الخوف كما يظهر عندما تشعر الساردة بالارتباك والخوف أثناء رحلتها مع السائق، وهذا الأسلوب يعكس تفاعل الشخصية مع ماضيها وتاريخها الشخصي مما يعزز من عمق الشخصية.
- التفاصيل اليومية والواقع الاجتماعي..
يسرد الفصل وقائع يومية مألوفة مثل الحديث مع سائق "أوبر" أو التعليق على الأسعار، ولكنها تتحول إلى لحظات محورية تكشف عن مشاكل اجتماعية عميقة، الكاتب هنا لا يكتفي بمجرد وصف المواقف الظاهرة بل يعمقها بتفاصيل دقيقة عن الشخصيات مثل مشاعر السائق بعد وفاة زوجته أو حديثه عن الثورة، هذه التفاصيل الصغيرة التي يمر بها الناس في حياتهم اليومية تصبح حاملة لأبعاد نفسية واجتماعية وسياسية عميقة.
- اللغة والبناء السردي..
اللغة التي يستخدمها إبراهيم عبد المجيد تتميز بالبساطة والعفوية فنجدها تقترب من لغة المحادثة اليومية فتعزز من واقعية السرد وتجعل القارئ يشعر بالانتماء إلى عالم الشخصيات، ونلاحظ هنا كيف أن الحوار بين الشخصيات مثل الحديث بين الساردة والسائق أو الرسائل المتبادلة يعتمد على استخدام كلمات مألوفة وتعابير عفوية فتجعله يخلق جوا من الألفة والمصداقية، وفي الوقت ذاته ، يُدخل الكاتب بعض الرمزية والتلميحات التي تشير إلى معانٍ أعمق على سبيل المثال حادثة السائق الذي يعتقد أنه يرى زوجته في المرأة التي يقابلها في الشارع، هي لحظة مكثفة تعبّر عن محنة إنسانية عميقة، وهي في الوقت ذاته رمز للبحث عن الماضي والتشبث به.
- الانفتاح على القضايا الاجتماعية والسياسية..
إبراهيم عبد المجيد لا يبتعد عن القضايا السياسية والاجتماعية التي تشغل المجتمع المصري، يظهر ذلك في إشارة السائق إلى ثورة ٢٥يناير وكيف تأثر بها، وكذلك في حديثه عن الأوضاع الاقتصادية، وهنا يفتح الكاتب المجال للنقد الاجتماعي والسياسي من خلال التفاعل بين الشخصيات والمجتمع، ويمزج بين الحياة الشخصية والتأملات العامة التي تتعلق بمشاكل البلاد بل إنه يعكس كيف تتداخل هذه القضايا في حياتهم اليومية وتؤثر في تصرفاتهم وتفكيرهم.
- الأسلوب النفسي والتخيلي..
الأسلوب النفسي يظهر بشكل جلي في الفصل خاصة في الطريقة التي يتعامل بها السائق مع ذكرى زوجته وحلمه المستمر بوجودها الذي يعكس صراعاً داخلياً بين الرغبة في النسيان والتمسك بالماضي، وهذا الارتباك النفسي يظهر بوضوح في أسلوب السرد الذي يتنقل بين الوقائع والأحلام والذكريات، في الوقت ذاته نجد أن الساردة تستخدم الخيال في تفسير المواقف كما في تخيلها لمواقف غريبة حول الكوارع، وهو ما يضيف عنصراً من الفكاهة والسخرية التي تعكس روح الروائي المرحة.
- الشخصيات وتطورها..
من خلال ذلك الفصل تتضح شخصية الساردة بشكل تدريجي، هي امرأة ذات وعي اجتماعي تحمل قلقاً نفسياً نابعاً من ماضيها الشخصي وتجربتها الحياتية، علاقتها بالآخرين تظهر من خلال رسائلها الخاصة إلى دارين، والتي تعكس محاولتها فهم ما يحدث حولها، هي ليست مجرد ناقلة للأحداث بل شخصية تسعى لفهم العالم من حولها، ويفهم القارئ من خلالها كيف تتداخل الأفكار الشخصية مع الوقائع اليومية.
- التقنية الحديثة في الرواية..
يستخدم إبراهيم عبد المجيد التقنية الحديثة في روايته بشكل مبدع كعادته حيث تتضمن المراسلات الإلكترونية (الإيميلات) التي تساهم في تطوير حبكة الرواية، هذه المراسلات ليست فقط وسيلة للتواصل بين الشخصيات بل تُستخدم أيضاً للكشف عن تفاصيل غير مرئية في شخصياتهم وأفكارهم، اللغة الرقمية تتداخل مع الأسلوب الأدبي التقليدي لتخلق توازناً بين القديم والجديد في السرد.
- الرواية كإنتاج فكري فني ..
يمكننا أن نرى في ذلك الفصل كيف يدمج إبراهيم عبد المجيد بين الأدب والفكر الاجتماعي والسياسي حيث لا يقتصر الفصل على تقديم أحداث سردية فحسب بل يسعى إلى إلقاء الضوء على الصراعات الداخلية والخارجية التي يعاني منها أفراد المجتمع، كل حدث أو محادثة في الفصل يحمل أكثر من بُعد، فيجعل القارئ يتفاعل مع النص بشكل أعمق ويبدأ في التفكير في معاني أوسع تتجاوز مجرد سرد القصة.
من خلال ذلك الفصل من رواية "32 ديسمبر" يتجلى أسلوب إبراهيم عبد المجيد في استخدام السرد الداخلي المكثف واللغة البسيطة كما يُظهر قدرته على الربط بين التفاصيل اليومية والقضايا الإنسانية الكبرى، فتجتمع التأملات الشخصية مع الأحداث الاجتماعية والسياسية؛ ليخلق نصاً غنياً يُبرز الصراع الداخلي لشخصياته ويجذب القارئ إلى عالم مليء بالتفاصيل النفسية والاجتماعية الدقيقة.
وإليكم أقدم هذا الفصل من رواية " 32 ديسمبر" للروائي الكبير أستاذ إبراهيم عبد المجيد، والذي تم نشره في صفحة حرف بجريدة الدستور :
الرواية ستصدر عن دار المتوسط بميلانو في معرض القاهرة الدولي القادم للكتاب في دورته الـ ٥٦ للعام ٢٠٢٥
___________________________
. To: Dareen 1235@gmail.com
From:Solafa_ed@hotmail.com "
أضُحكك يا دارين. هذا ما جرى لي مع السائق بعد أن ركبت سيارة أوبر إلى البيت. ليست هذه المرة الأولى طبعا التي يتحدث فيها السائق معي. الآن كل من يركب تاكسي أو "أوبر" أو "كريم" أو غيرها من شركات النقل والتوصيل، يحكي على السوشيال ميديا ما قاله السائقون. حديث مكرر نعيشه كلنا ولا أحب أن أكتب فيه. ليس لقراري الذي يشبه قرارك وقرار روان بالبعد عن السياسة التي صارت لا تأتي بفائدة، لكن لأن رأيي أن السوشيال ميديا يجب أن تبتعد عن الأشياء الصغيرة في الحياة. يمكن أن أكتب عن سائق ابتعد بي بالسيارة وتركني في الصحراء، أو سائق حاول الاعتداء عليّ وأطلب البحث عنه، لكن سائق يتحدث معك عن غلاء الأسعار كأنك لا تعرف، أمر لا يهم أحدا. التفاهات تملأ فراغ السوشيال ميديا، وهناك من يتعمدون نشر التفاهات، وللأسف يجدون من يعلقون عليها ولو بالشتائم، فتكون "تريند" كما أراد أصحابها. أنتِ تعرفين هذا كله ولستِ في حاجة أن أقوله لك. لقد تحدثنا فيه كثيرا من قبل. لكن هذا السائق تحدث معي في أمور سياسية أكثر من غيره، وأنا صامتة لا أعلق خوفا أن يكون مخبرا مدسوسا بين السائقين. سألته وسط الحديث من أين لك بمعرفة هذا كله، ولماذا تتصور أن هذا الكلام يعجبني؟ فقال لي أنه ليس شخصا عاديا، فسائقي أوبر ليسوا سائقين عاديين، بل هم أصحاب سيارات ضاقت عليهم المعيشة، وهو متعلم وسبق له أن شارك في ثورة يناير، وكان من رواد ميدان التحرير في كل وقت. توقعت أن يكون من بين من كانوا معنا حين أخذونا إلى المتحف المصري، قبل أن يفصلوننا عنهم ويأخذوننا إلى معسكر الهايكستيب. طبعا لم اسأله ولم أخبره لأني أبحث دائما عن النسيان. لكنه قال لي أنه لم يتعرض لأيّ أذى سياسي. فقط أصيب برصاصة من فوق مبني مجلس الوزراء في ساقه، وأنه بعد العلاج منها صار يعرج. نسي الرصاصة، لكن العرج يذكره بكل شيء. ظللت صامتة لا أعلق إلا بكلمات من نوع ربنا كريم .. الحمد لله .. لكني لا أعرف لماذا، صرت مشتاقة لسماع كلامه أكثر، ربما لأمدك بمادة للرواية. فجأة هدأ من سرعة السيارة، ثم توقف قائلا لي لا تقلقي سأعود. نزل من السيارة وصار يسرع وهو الأعرج أمامي في الطريق، حتى وصل إلى سيدة في حوالي الأربعين من العمر، وأمسك بذراعها. تصورت أنه يعرفها. وجدتها تصرخ فيه ولم أسمع كلامها، وتحاول أن تضربه على وجهه وهو يمد ذراعيه يعتذر لها كما بدا لي. تجمع حوله أكثر من شخص وامرأة، وراحت السيدة تكلمهم بسخط أراه على وجهها، وهو يمد ذراعيه ضاما كفيه أمامها يعتذر عن شيء لا أعرفه، حتى أبعد الرجال المرأة التي بصقت على وجهه ومشت. عاد هو إلى السيارة ودخل وسحب منديلا كلينيكس من علبة المناديل أمامه. راح يجفف دموعه. هل تريدين أن تعرفي الحكاية؟ هل أكمل؟ سأكمل. جفف دموعه وبدا لي يقاوم دموعا أخرى، ثم قال "آسف لن أستطيع الاستمرار معك. لن أتقاضى منك أي نقود. يمكن لكِ أن تبحثي عن تاكسي أو تطلبي من خدمة أوبر سيارة أخرى. آسف جدا يا سيدتي ". حين قال سيدتي أدركت كم هو مهذب، فأنا أقل منه في العمر ربما بخمس سنوات. لكني قلت له" أكمل بي فلن أركب مع غيرك، وسأستضيفك في منزلي تقابل زوجي ربما تتصاحبان. المهم قل لي ماذا حدث بالضبط لتبكي هكذا. هل تعرف هذه المرأة؟" قال لي وهو يمسح دموعه أن زوجته للأسف توفت منذ خمس سنوات بالمرض اللعين، السرطان الذي ظهر فجأة في مرحلة متقدمة . تركت له فتاتين صغيرتين فانتقلت أمه الأرملة لتعيش معه وترعى الفتاتين، لكنه منذ عام يرى كل النساء يشبهن زوجته. لا يستطيع أن يتوقف عن النظر في وجوه النساء ليرى زوجته. لقد أوقف نفسه أكثر من مرة عن الإمساك بالنساء التي يراهن في الشوارع، لينظر في وجوههن ويأخذهن في أحضانه، لأنه يعرف أن هذا سينتهي بكارثة، فإن لم يضربه الناس سيأخذونه إلى قسم البوليس وستتم له قضية تحرش. هذه المرة خانته قدرته. المرأة التي ترك السيارة ليمسكها من ذراعها كانت هي زوجته، وهو يدرك ذلك. يسمع كثيرا عن موتى لم تعد لهم مقابر، ورغم أن المقبرة التي بها زوجته لم يتم هدمها بعد، لكنه يتخيل أنهم سيهدمونها وستخرج منها تأتي إلى البيت. في البيت كل دقائق ينهض يفتح باب الشقة لأنه يسمع دقات الجرس، فيتخيل أنها زوجته ولا يجد أحدا. صارت أمه في قلق كبير عليه. وصارت بنته التي في السابعة من عمرها تسأله "هو ليه كل شوية تقوم يا بابا تفتح الباب مع أن مافيش حد بيدق الجرس" صارت حياته في البيت انتفاضة لفتح الباب، وفي الشارع نظر لا ينتهي في وجوه النساء، والمرأة التي ترك السيارة ولحق بها كانت ترتدي نفس الملابس التي كانت تحبها زوجته. قال لي وهو يمسح دموعه أنها تشبهها في كل شيء، وحين أمسك بذراعها أحس له نفس ملمس ذراع زوجته، وحين نظر في عينيها وجدها هي هي العينين الخضراوين اللتين تحيط خضرتهما دائرة عسلية، وأن لها نفس شفتي زوجته التي كان يقول لها أن شفتيها تشبهان شفتي الممثلة المصرية إلهام شاهين. لكنها حين تحدثت لم تكن هي. هنا يا دارين أحسست بالقلق. خشيت أن يتحدث معي عن علاقته الجنسية بزوجته. فكرت أن أتراجع عن دعوتي له ليدخل معي إلى البيت يتعرف على أحمد زوجي. وهي الفكرة التي راودتني لأخبرك بما قد يفيدك في كتابة الرواية. فكرت في ترك السيارة فعلا. كنا نقترب من التجمع الخامس بعد أن تركتك. فكرت لماذا حقا لم يأخذ طريقا بعيدا عن وسط المدينة. لماذا لم يأخذ طريق الأوتوستراد ويعبر المعادي في طريقه إلى التجمع الخامس. لماذا أخذ الطريق الدائري إلى ميدان المهندسين، ثم دخل وسط البلد ليمر في النفق الموجود بالعتبة يخرج منه إلى شارع صلاح سالم، ثم يأخذ طريقه إلى التجمع الخامس. هل لينظر في وجوه النساء في الطرق المزدحمة بوسط القاهرة بحثا عن زوجته؟ ازداد خوفي وشعرت به سيتجاوز منطقة التجمع الخامس إلى صحراء بها معسكر للأمن المركزي يتركني فيه. هذا ما استبد بروحي وشعرت بالخوف الشديد. هل سيذهب بي إلى منطقة العبور في الطريق إلى الإسماعيلية حيث معسكر الهايكستيب مرة أخرى؟ منك لله يا دارين ذكرتينا بما نسينا فصار يستبد بروحي. قلت له أنزلني هنا هذا هو البيت. نظر إليّ مستغربا فقلت له "لا تقلق، اللوكيشن الذي أرسلته لكم عن البيت هو بيت خالتي، كنت أريد رؤيتها وغيرت رأيي". سألته عن تكلفة الرحلة فكانت مائة وثمانون جنيها. دفعت له مائتين قائلة له خلي الباقي علشانك وأسرعت مبتعدة. أفكر الآن وأنا أرسل إليكِ هذه الرسالة على الميل، هل ستصلح في روايتك؟ أنتِ حرة . لكني قررت أن أساعدك وأكتب إليك رسائل بما يحدث لي هذه الأيام، لا أيام الثورة. المهم أن لا يذكِّرني شيء بما جرى لنا ".. ----- حاولت دارين النوم لكن والدها جاء من الخارج. خرجت إليه تساعده في أيّ شيء يريده. قال لها أنه سيدخل غرفته لينام. وقفت تفكر أن حمدي فعل ذلك حين دخل بيته ثم طلب منها الزواج، فهل تكون هناك نية عند أبيها أن يتزوج امرأة تعينه في هذه السن حتى يترك لها فرصة الحياة. من يمكن أن تتزوج أباها الذي يقترب من السبعين الآن؟ ليس أمامها إلا أن تعتبر هذا كله روافد للرواية وتجلس تكتبه. ما إن جلست أمام اللاب توب وفتحت الإيميل، حتى وجدت إيميل لها ولسلافة من روان:
To: Dareen 1235@gmail.com Solafa_ed@hotmail.com
from: Rawan_ever@yahoo.com "
كما قلت لكما . أنا كل جديد سأقوله لكما حتى تنتهي الرواية. سوّاق الأوبر اليوم كان لطيفا جدا، لكن خوفني شوية. قال لي أنه يحلم كثيرا هذه الأيام أحلاما غريبة. كلها عبارة عن أحد يوقظه من النوم، وحين ينهض لا يجد أحدا فينام مرة ثانية ، لكن بعد قليل ينهض من جوار زوجته ويجلس في الصالة وحده. أحست زوجته مرة أنه نهض من جوارها فخرجت لتجده في الصالة. سألته " فيه حاجة؟ أنت قمت ليه؟" طبعا قال لها لا شيء، وسأدخل أنام. دخل ونام لكن رجع من يوقظه من جديد. الآن مشكلته أنه بسبب قلة النوم، خائف يكبس عليه النوم وهو يقود السيارة. قلت يا ربي هل كشفوا على عذريته ولا إيه! وبعدها تذكرت أن من يزوره في الحلم ويوقظه، لا ينزع عنه ملابسه. لكنى خفت فعلا أن ينام ويتسبب في حادثة، فقلت لنفسي أتحدث معاه كثيرا حتى لا ينام. لحظات أفكر فيما أسأله. خفت اسأله في السياسة والانتخابات يوقف السيارة ويُنزلني. ممكن فعلا مايكونش ليه في السياسة. خفت اسأله في الأسعار والأكل والشرب يسكت. بعد قليل وجدته يسألني هل حضرتك ركبتِ معي من قبل؟ أعجبتني كلمة حضرتك جدا لأنه في عمر بابا. يعني فوق الخمسين. قلت له: "أنا مش فاكرة. أنا ركبت مع ناس كثير. لكن أنا لو ركبت معك ممكن افتكر حضرتك". المهم وجدته يقول لي "تصوري يا مدموازيل". ثم سكت وسألني "معلش مدموازيل ولا مدام؟" قلت له "اللي يعجبك" وضحكت. قال لي "خلاص مدموازيل حلوة". ابتسمت وقال لي "تصوري أنا نفسي راحت لأكل الكوارع، سألنا الجزار بالتليفون، قال لي الكورع بمائتين وخمسين جنيه. الكوارع اللي هي أكلة الفقير بقت نار". سكتُ فاستمر يقول "دا لو الكورع بيمشي في الشارع مش حيكون بالسعر دا". بصراحة ضحكني. وتخيلت أن من يطلب كورع من جزار يمكن أن يرسله الجزار له ماشيا بنفسه. الكورع يعني. ثم ويا للعجب تخيلت أن الكوارع ملأت الشوارع مشيا والناس جاءها رعب. قلت في نفسي يا سلام لو الكورع وهو ماشي يطلع له كورع تاني يمشي جنبه، وبعدين يبقوا فخاذ، ويطلع لهم جسم من فوق يبقوا رجالة ونسوان . هههههههههه ضحكت واسألكم ما الأفضل، الكوارع تصير رجالا ولا نسوان؟ والآن أضحك واسألكم هو أنا كدا أنفع أكتب رواية مثل دارين؟ يخرب بيت عقلي وخيالي. نسيت اكتب لكم حاجة من شعر عادل. ياللا خليها المرة القادمة "