مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

فــــن x فــــن

عزيزي مصطفى قمر.. ربنا أمر بالستر على أقوالك وأفعالك

2023-09-21 02:18 PM - 
عزيزي مصطفى قمر.. ربنا أمر بالستر على أقوالك وأفعالك
طارق الشناوي ومصطفى قمر
منبر

كتب- سيد طنطاوي 

منذ أيام تطاول المطرب مصطفى قمر على الناقد طارق الشناوي على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب النقد الذي كتبه "الشناوي" عن فيلم أولاد حريم كريم، إذ قال: "عمل ردئ ولا يمت للسينما بصلة".

هذا النقد لم يعجب "قمر" فتطاول على "الشناوي" قائلًا: أنا مقدرش أسيب واحد في المهنة متخصص يطلع يقول مصطفى قمر فاشل، والمفروض بعد الكلام دا أروح أدفن نفسي، من حقي أني أدافع عن نفسي بقوة واللي بيدافع عنه يبقى شبهه ومن نفس النوعية، كل الناس اللي غلطت في شخص مصطفى قمر هاخد حقي بالقانون لكن الناس اللي طلعت تتكلم عن الفيلم هرد عليهم بالنقاش.

هذا التصريحات قال مصطفى قمر على إحدى برامج التوك شو، لكنه عاد على موقع تبادل الصور والفيديوهات انستجرام وكتب: "هو أنا مش طلبت منك تبعد عني أصلًا وماتتكلمش عني علشان ماتتهزأش طيب أنت اللي جيبته لنفسك عموما ياللي اسمك طارق أنت كاتب كلام أهبل يدل للمرة المليون أنك ماشفتش الفيلم وعموما اللي حيرد عليك جمهور السينما الحقيقي اللي دخل الفيلم اللي مالوش دعوة بالنفاق أو مصلحة أي فيلم تاني، فكرني كده شغلتك ايه، هي من أربع حروف بيتهيألي».

الأمور هنا خرجت عن حدود رأي ناقد لم يعجب صاحب العمل، إلى السب والقذف معركة بين الجهل والعلم.

العلم يمثله الناقد طارق الشناوي، والجهل كشف عن نفسه في تصريحات مصطفى قمر, إذ أنه أثبت بما قال أنه لا يعرف معنى النقد، وكان عليه أن يستمع أولًا ويتعلم فهذا أفضل له.

وما لا يدركه "قمر"، أن من حق الناقد أن يصف الفيلم بالفاشل، وأن يقول إنه لا يصلح من الأساس، ولفظ الفشل ليس سبًا ولا نقدًا وإنما توصيف لحالة يرى "الشناوي" من واقع تاريخه المهني أنها كذلك، وبالتالي من حقه أن يقولها.

ما لا يدركه "قمر" أيضًا أنه طبيعي أن يعجب العمال نقاد ولا يعجب آخرين وهذه سُنة الحياة، والغريب في "قمر" أنه لم يتحمل النقد، لكنه سمح للسانه أن يتطاول ويسب الناقد طارق الشناوي.

كل الأعمال الفنية وعلى مر الزمان تعرضت للنقد، ومحمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال وهو من هو في الموسيقى والغناء والتمثيل صرح بأنه لا يحب النقد، لكنه لم ينكره كحق لأصحابه، ولم يتعرض يومًا لناقد برفض رأيه أو المصادرة عليه، وقطعًا ما كان لموسيقار الأجيال أن يكون متطاولًا مثل مصطفى قمر.

مصطفى قمر في قوله "مش أنا قولتلك تبعد عني" فيه مصادرة على حق من حقوق الإنسان، وإذا كان رفض هذا الرأي من ناقد متخصص، فما بالنا لو سمع رأي جمهور لم يعجبه العمل هل سيطلق عليهم الرصاص.

لم يتوقف مصطفى قمر عند هذا الحد من الجهل بل نشر منشورًا له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول فيه: "قريبا بروتوكولات جديدة مع نقابة المهن التمثيلية ونقابة السينمائيين مع نقابة الصحفيين لوضع معايير لاحترام الفنان المصري وعدم المساس بحقه الأدبي وتاريخه الفني.

هنا أصبح الجهل مركبًا، إذ أنه يريد بروتوكولات تمنع نقابة الصحفيين من ممارسة طبيعة عملها، وهو الحق والعمل الذي تمارسه وفق القانون.

الجهل يزداد أكثر في قوله: عدم المساس بحقه الأدبي وتاريخه الفني، فمن قال إن النقد مساس بالفنان، ألا يوجد صديق مقرب من مصطفى قمر ينصحه أو على الأقل يعلمه أن ما يقوله مخالف للقانون والعرف واللياقة.

كما أن هذه البروتوكولات التي أعلن عنها وأنها سيتم توقيعها قريبًا من الذي أعطاه خبرًا عنها، وحتى لو افترضنا –جهلًا- أن هناك شيء من هذا النحو ما الذي يجبر نقابة الصحفيين على التوقيع من الأساس، هل ستخاف مثلًا من "شخطة قمر".

يجب أن نخجل كل الخجل من أن تنشر تصريحات مصطفى قمر في الخارج، ويُقال إن هناك ممثل ومطرب يُصادر على رأي ناقد ويدعو لمصادر آراء النقاد.

هذه المعارك ستستمر، خاصة المعركة بين العلم والجهل، لكن حينما نتصدى لمثل هذه الأمور يجب أن نضع حكمة أمامنا حتى لا نصاب في أعصابنا والحكمة هي:

أما الرجال فاعلمن أربعة: الأول يدري ويدري أنه يدري فهو عالم فاسمعوه، والثاني يدري ولا يدري أنه يدري فهو ناسٍ فذكروه، والثالث لا يدري ويدري أنه لا يدري فهو جاهل فعلموه، والرابع لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهو أحمق فاجتنبوه.

ويمكن أن ترى "قمر" ضمن هؤلاء حسب موقفك من القضية ومن الحرية، ومن أن حرية النقد مكفولة.

 

مساحة إعلانية