مساحة إعلانية
نجيب صالح طه / اليمن
وجع غزيز يلتهم أصقاع نفسها الدامية، منذ عصر ذلك اليوم الذي، جعل ابنتها نازحة في أضرحة القدر، بعد أن اغتالتها رصاصة همجية طائشة، أطلقت، من إحدى أفواه بنادق المستهترين، بأرواح الناس في عرس أحد أبناء الشخصيات الاعتبارية التي اعتادت الفرحة من على حساب حزن ودموع الآخرين، تخرجت (حياة) من كلية الطب، وخرجت من الدنيا لتكون حياة أخرى! تلحنها القلوب لحنا شجيا ستظل تعزفه الأجيال، على قيثارة الأسى، سكنت أوردة والدتها، التي أصيبت بجلطة بعد تلقيها خبر موت ابنتها، فصارت مقعدة مشلولة، إلا من عينيها الدامعتين، طمرت عقارب الوقت المعكوس مدى تقدمه وتحضره، رحيلها من كل القلوب، غير أن قبرها كان قلبها الذي يموت ببطء كل يوم، حتى آخر خيط من خيوط الرحيل القهري، لتكون الضحية الأخرى للرصاصة الطائشة نفسها في مجتمع اكتفى بحزن مؤقت، يكرر نفسه مع كل رصاصة طبقية قاتلة، مازالت ( حياة) تطالب من العالم الآخر، بحقها في العيش، بين ملايين الموتى، الذين سنوا قوانين صارمة لمنع تلك الظاهرة، ولكن مع إيقاف التنفيذ.