مساحة إعلانية
هبه عبدالوهاب السيد
مَرَرْتُ فانْتشرَتْ آثارُ قافِيَتي
والشّعرُ تَرْتِيلُ قَلبي
لا رُؤى شَفَتي
لي بَصْمَةُ العَارِفِيْنَ القَاصِدِين فلا
تَسْتَنْطقُونِي،
بها أمْشِي، ولي لُغَتي
بيني وبينَ السّماواتِ العُلا
عَرَجَتْ
أحلامُ مَن جئتُهمْ نَصرًا..
بُمعْجزتِي
أمَهّدُ الأَرْضَ
كَي تَأْتِي بِكَامِلِها
أسْتَقْطِبُ الصّبرَ في رُوحِي المُقَدَّسَةِ
إنْ جَاءنِي عَاشِقٌ في شَدْوِهِ نَزَقٌ
لا ..
لمْ يَجِدْ مِرْفأً في بَهْوِ قَافِيتي
للصّامِتِينَ،
وَهُمْ في صَمتِهمْ رَكَضوا
كَمْ يَحْمِلُ الصّمْتُ لي،
في أوجِ عَاصِفَتي
لي صَاحِبٌ عاشقٌ بالصّبْرِ أتْبعُهُ
ما خلتُ سَعيي لهُ
سَعيًا لمَحْرَقَتي
فابْتزّني..
بَعدَما أطْعَمْتُهُ ثَمَرِي
مَنْ رُحْتُ رَكْضًا لهُ في حَبْلِ مِشْنَقتي
بي غصّةٌ أصْطَلِي نِيرانَها ألَمًا
كَمْ نالَ مَنْ خَانَني
عَفْوي ومَغْفِرَتِي
لمّا الْتجأْتُ وبَاتَ الشّوقُ يفْجَعُني
غَابَ الّذينَ حَبَوا صمتًا بأرْصِفَتي
صَرَخْتُ
فانطلقَتْ أوجَاعُنا قَدَرًا
بَاتتْ مُقاتلةً تجْتَاحُ في رِئَتي
زرعْتُ في شَاطئيِه النّخْلَ
صَارَ جَنًى
فاسّاقَطَتْ رُطَبًا دَمْعَاتُ عَاشِقةِ
هذا الّذي جَاءَ يبتاعُ الهوى شَغَفًا
جُورًا لهُ انْفرَطَتْ حَبّاتُ مسْبَحَتي
لمّا سُقينا الهَوى في كَاسِه عَسَلًا
البُومُ حَامَتْ بِنَا،
أصبحْتَ
مَعصِيَتي
همْ أهلكُوا مَن تَديرُ الْحسْنَ
عِقْد حَلا
ما أمْهَلوا نبض شَمسٍ ضَاءَ فِي ثِقَةِ
وشَاف بي الصّحبُ جهْلًا لا يُفَارِقُني،
سحْقًا..
كأنّي سَأمْضِي نحْوَ مِقْصَلتي
صارَ السّبيلُ بَعيدًا ضَائعًا خَرِبًا
يَبكِي،
ولا عَينُهُ رَقّتْ لأسْئِلَتي
مَالي
أُغنّي إلى مَنْ سَابَني عَبَثًا
وَكم جنى ثمرًا مِنْ نخْلِ أغْنِيَتي
تَمَهّلُوا
ما غَرَسْتُ الحبَّ في كَبِدي
ليَسْتَحِيلَ لظًى يَرْعَى بحنْجرَتي
جرحي مَعي، ومَعي أوجَاعُنا قَدرٌ
أشعلتُ نارَ الهوى..
شبّت بأجْنحَتي
أهيمُ في هدأةِ الأسْحَارِ
ذَاهلةَ المَعْنى،
ومَا جَاءَنِي رَاعٍ لسُنْبُلَتي
قصدْتُ حبًّا وأشْعَارًا بها شَجَنٌ
صاحَبْتُ حَتْفي
بقيتُ اليَومَ فِي شَتَتِ
لم يلتقطْني سبيلٌ دونَما ألمٍ
مَنْ يُوقِف النّزفَ في وجدَانِ خَائفَةِ
شَقَقْتُ في صَفْحَةِ التّارِيخِ لي طرُقًا
لللاجئينَ
تَرَكْتُ الآنَ مَوْعِظَتي
مَنْ يَتْبعِ الحُبّ أو يرضى بوحْشَتِهِ
أولى بِهِ العَيشُ في فَوضًى مُدَجَّجةِ
كونُوا عَلى هَامشِ الشّوقِ..
اتْبَعُوا رُسُلِي
كم عَادَ أهْلُ الهَوى سَعْيًا لأضْرَحَتي