مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

على هامشِ الشّوق

2023-11-06 10:07 PM - 
على هامشِ الشّوق
هبه عبدالوهاب السيد
منبر

 هبه عبدالوهاب السيد


مَرَرْتُ ‎فانْتشرَتْ آثارُ قافِيَتي
‏‎والشّعرُ تَرْتِيلُ قَلبي
‏‎لا رُؤى شَفَتي
لي ‎بَصْمَةُ العَارِفِيْنَ القَاصِدِين فلا
‏‎ تَسْتَنْطقُونِي،
‏‎بها أمْشِي، ولي لُغَتي
بيني وبينَ السّماواتِ العُلا
‏‎ عَرَجَتْ
 أحلامُ مَن جئتُهمْ نَصرًا..
‏‎بُمعْجزتِي
أمَهّدُ الأَرْضَ
‏‎كَي تَأْتِي بِكَامِلِها
‏‎أسْتَقْطِبُ الصّبرَ في رُوحِي المُقَدَّسَةِ
إنْ جَاءنِي عَاشِقٌ في شَدْوِهِ نَزَقٌ
‏‎لا ..
لمْ يَجِدْ مِرْفأً في بَهْوِ قَافِيتي    

‏‎للصّامِتِينَ،
‏‎وَهُمْ في صَمتِهمْ رَكَضوا
‏‎كَمْ يَحْمِلُ الصّمْتُ لي،
‏‎في أوجِ عَاصِفَتي                      
لي صَاحِبٌ عاشقٌ بالصّبْرِ أتْبعُهُ
‏‎ما خلتُ سَعيي لهُ
 سَعيًا لمَحْرَقَتي
فابْتزّني..
 بَعدَما أطْعَمْتُهُ ثَمَرِي
‏‎مَنْ رُحْتُ رَكْضًا لهُ في حَبْلِ مِشْنَقتي
بي غصّةٌ أصْطَلِي نِيرانَها ألَمًا
‏‎كَمْ نالَ مَنْ خَانَني
 عَفْوي ومَغْفِرَتِي
لمّا الْتجأْتُ وبَاتَ الشّوقُ يفْجَعُني
‏‎غَابَ الّذينَ حَبَوا صمتًا بأرْصِفَتي
صَرَخْتُ
‏‎فانطلقَتْ أوجَاعُنا قَدَرًا
بَاتتْ مُقاتلةً تجْتَاحُ في رِئَتي

‏‎زرعْتُ في شَاطئيِه النّخْلَ
 صَارَ جَنًى
‏‎فاسّاقَطَتْ رُطَبًا دَمْعَاتُ عَاشِقةِ
هذا الّذي جَاءَ يبتاعُ الهوى شَغَفًا
جُورًا لهُ انْفرَطَتْ حَبّاتُ مسْبَحَتي
لمّا سُقينا الهَوى في كَاسِه عَسَلًا
‏‎البُومُ حَامَتْ بِنَا،
أصبحْتَ
‏‎مَعصِيَتي
همْ أهلكُوا مَن تَديرُ الْحسْنَ
‏‎عِقْد حَلا
‏‎ما أمْهَلوا نبض شَمسٍ ضَاءَ فِي ثِقَةِ   
وشَاف بي الصّحبُ جهْلًا لا يُفَارِقُني،
‏‎سحْقًا..
‏‎كأنّي سَأمْضِي نحْوَ مِقْصَلتي
صارَ السّبيلُ بَعيدًا ضَائعًا خَرِبًا
‏‎يَبكِي،
‏‎ولا عَينُهُ رَقّتْ لأسْئِلَتي

‏‎مَالي
‏‎أُغنّي إلى مَنْ سَابَني عَبَثًا          
‏‎ وَكم جنى ثمرًا مِنْ نخْلِ أغْنِيَتي
تَمَهّلُوا
‏‎ ما غَرَسْتُ الحبَّ في كَبِدي
‏‎ليَسْتَحِيلَ لظًى يَرْعَى بحنْجرَتي
جرحي مَعي، ومَعي أوجَاعُنا قَدرٌ
‏‎ أشعلتُ نارَ الهوى.. 
شبّت بأجْنحَتي
أهيمُ في هدأةِ الأسْحَارِ
ذَاهلةَ المَعْنى،
ومَا جَاءَنِي رَاعٍ لسُنْبُلَتي
قصدْتُ حبًّا وأشْعَارًا بها شَجَنٌ
‏‎صاحَبْتُ حَتْفي
‏‎بقيتُ اليَومَ فِي شَتَتِ
لم يلتقطْني سبيلٌ دونَما ألمٍ
‏‎مَنْ يُوقِف النّزفَ في وجدَانِ خَائفَةِ
شَقَقْتُ في صَفْحَةِ التّارِيخِ لي طرُقًا
‏‎لللاجئينَ
‏‎تَرَكْتُ الآنَ مَوْعِظَتي
‏‎مَنْ يَتْبعِ الحُبّ أو يرضى بوحْشَتِهِ              
أولى بِهِ العَيشُ في فَوضًى مُدَجَّجةِ
كونُوا عَلى هَامشِ الشّوقِ..
 اتْبَعُوا رُسُلِي
كم عَادَ أهْلُ الهَوى سَعْيًا لأضْرَحَتي

مساحة إعلانية