مساحة إعلانية
لا يمكنك ايقاف المد بالمكنسة،ولا يوجد نور بلا ظلام ،و من قلب الظلمة يولد النور ،هكذا عالم السحر .
لم تكن " الجومانجى" سيدة التعويذات ،بل كان الحب اولها وأرقاها، حتى جاء سيد الظلام وبدل كل شىء لصالحه ،فى غفلة من الحب والنقاء معا شعور مؤلم ان تكون عاشقا ،وتشعر برفض الحبيب، شعور مؤلم ان تنزل من عليائك الى اسفل سافلين للارتقاء بمن تحب فيجذبك بقوة ،يتسلق اكتافك للصعود ويتركك مغروزا فى الوحل.
خيام الغجر رحالة ،ليس لها موطن ،ولا سكن تدق فيه أوتادها بلا اقتلاع منتظر ،تفرح كثيرا لحضورهم فى الموالد والأعياد ،تذهب الى خيمة العرافة الشمطاء ذات النظرات المرعبة ،لعلها تأتيها بخبر جديد غير الذى اعتادت علية فى كل زيارة
_ ستحبين النمر حتى يهجم عليك ويفترسك،لحظتها ستعرفين حقيقته الطبيعية ، سيقتلك بطريقة بشعة ويتلذذ فى مضغ أحشاءك ،ومع كل ذلك ستسعدين بقتلتك ،فالموت بين يدي المحبوب هى ضالتك
دخولها خيمة العرافه هذه المرة يختلف ،لم تبذل المضيفة جهدا فى التنبؤ عما صار ،أومأت لها بعينيها ،جلست، وبحزن يشطر القلوب طلبت منها وضع بياضها ،أخرجت رزمة من النقود ،وضعتها على الطاولة ،تلاقت عيناهما متحدتين للمرة الأولى على الاطلاق ،نظراتهما لا تحتاج الى ترجمة .
سألتها العرافة ان تحكى ما يخطر ببالها بدون انتقاء للألفاظ
_ عرفته من سنة وتسعة أشهر ،لم يكن ندا لى ،هو من بيئة مختلفة عنى تماما ،فقره المدقع ،وهيئته المهلهله جعلت تسلله الى حياتى سهل جدا ،لم يخطر لى ابدا ان اهواه ،ربما كنت اشفق عليه ! لست ادرى كل ما أوقنه انه ليس خيالى لا شكلا ولا شاكلا،تسلل الى حياتى كالأفعوان بهدوء ونعومه،امنت له ،يوم بعد آخر اعتدت عليه ،يوقظنى بمهاتفة فجرية ،ثم مهاتفة قبل الغذاء ،ثم اخرى فى وقت عودته من العمل ،ثم اخيرة قبل النوم ،اعترف انى ادمنته ،وما شدنى اليه اكثر هو احتماله لغضبي الغير مبرر احيانا،وتقبله لأخطائى التى يراها صغيرة واراها كبيرة،وما ملكه امرى بيسر شديد هى محاولاته لزرع بذور القوة بداخلى ،ارادنى قوية ،مهيبة ،ادافع عن حقوقى المنهوبة من الجميع ،شعرت انه ضالتى ،رجلى الذى ان ملكني ملكت الأرض كلها بيدى،زاد حديثه عن الحلال والحرام ،وانه لا يقبل ان يكون سببا مباشرا فى تلويث سمعتى ان عرف البعض علاقتنا التى لم تتعد المكالمات الهاتفية والتى لم تتطرق ابدا الى ما يسىء الينا ،زاد حبي له ،وايمانى بأن بعد العسر يسر ،وان للصابرين جائزة مهداه .
فى اليوم المحدد لخطبتنا هاتفتنى سيدة صارحتنى باسمها وسكنها ومقر عملها ايضا ومن ثم صارحتنى بانها زوجته ،خبرتنى بانها لا تقصد اى ايذاء لى ولا تكن لى اى مكروه ،انما شاءت ان تحذرنى من الكأس الممدود لى والذى شربته قبلى،خبرتنى بانه زير نساء ،شيطان يرتدى ثوب الملاك حتى يصل بمن امامه الى الفراش الملعون ،حدثتنى عن مغامراته وكيف تصدت لبعضهن وانقذتهن قبل الوقوع فى الخطيئة، أعطتنى بعض الأسماء التى كنت اعرفها مجازا كن اصدقاء مشتركين بيننا وتأكدت من صدق كلامها وقررت الفرار بما تبقى من انوثتى المحطمة .
حذرتنى ان علم السر فتك بكلتينا معا،لم اكن اعرف ان تحوله الى زومبي كما وصفته لن يأخذ وقتا ،فسرعان ما شعر بنوايانا , بفراقه هى افتعلت مشكلة بينهما لتحصل على صك حريتها ،وانا تحججت بان اخفاءه زواجها عنى خيانه وبدأت فى افتعال الخلافات التى لم تطل حتى كشر النمر عن انيابة ،وبدأ بالأساءة الي بكل الطرق ،وتعددت كذباته وافتراءاته لتلويث سمعتى ،وسرعان ما ظهرت طبيعته الحقيقية ،زيف اقاويل وافعال ،شوه صورتى ،طعننى بخنجر مسموم اسمه الخيانه،دمر حياتى كلها بلا استثناء. توحدت وهجرت العالم ،واصبحت غرفتى هى كل ما ترى عيناى ،اترقب نزولك البلدة بفارغ صبر.
حديثها يعج بالألام والجروح ،جسدها ينتفض بطول الحديث ،عيناها أعمتها الدموع. سألتها العرافه :
_ أترغبين فى الانتقام؟
_ بشدة ولك كل ثروتى كامله نصفها الآن والآخر بعد التنفيذ.
_ هل تجيدين الحياكة؟
_ ليس بمهارة ولكن اعرف بعض التفاصيل.
_ سأعطيكى قطعة من قماش الكتان الأبيض ،حيكي منه فستان لا يلمسه سواكِ ،وفى ليلة الجمعة ارتديه ودعى النجوم تراكى كاملة به ،فى مغرب اليوم التالى سيطرق بابك معتذرا ،قابليه بلطف ،وضعى له هذا المسحوق فى طعام او شراب ،فور انتهاءه منه سيطلب المغادرة ،ضميه عنوة ودعي جسده يلامس الفستان الكتانى ،ودعيه يرحل .